قتل امس ما لا يقل عن 70 عراقيا معظمهم من المنتسبين الجدد الى الشرطة وجرح عشرات آخرون في تفجير بواسطة سيارة مفخخة في بعقوبة فيما قتل عدد آخر من افراد الامن العراقيين في اشتباكات وهجمات بمناطق عراقية اخرى.. وفي الوقت ذاته اوقعت هجمات المقاومة خسائر اضافية في الارواح في صفوف الامريكيين الذين تكبدوا امس عديد القتلى والجرحى في هجوم كبير للمقاومين على قاعدة لقوات الاحتلال قرب الرمادي. وشهدت امس مدينة بعقوبة الواقعة على مسافة 60 كيلومترا تقريبا الى الشمال الشرقي من بغداد اعنف عملية تفجير منذ تنصيب الحكومة العراقية المعينة في نهاية جوان الماضي. ومن جهة الخسائر البشرية يعد هذا الهجوم كذلك من بين اعنف التفجيرات التي شهدها العراق منذ ماي 2003 . استهداف مدمّر وكان عشرات الشبان العراقيين واقفين في طابور طويل امام مديرية شرطة النجدة في بعقوبة بانتظار اجراء مقابلات مع مسؤولي المديرية تمهيدا لالتحاقهم بالشرطة حين اندفعت سيارة يقودها رجل الى الطابور وانفجرت مما ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وتزامن الانفجار الكبير مع مرور حافلة مدنية مما ادى الى مقتل كل الاشخاص الذين كانوا بداخلها وعددهم 21 بمن فيهم السائق حسب متحدث باسم وزارة الداخلية العراقية. وحسب الحصيلة التي قدمها وزير الصحة العراقي استنادا الى السلطات المحلية والمستشفيات في بعقوبة فقد قتل ما لا يقل عن 68 شخصا واصيب 56 آخرون. وقال رئيس شرطة محافظة ديالي (بعقوبة مركزها) اللواء وليد خالد عبد السلام ان الهدف من هذا الهجوم يتمثل في ترهيب الشبان الذين يريدون الالتحاق بالاجهزة الامنية متهما جماعة «التوحيد والجهاد» (التي يقودها ابو مصعب الزرقاوي حسب اعتقاد الامريكيين) بالوقوف وراء الهجوم. وتناثرت الجثث وحطام السيارات المدمّرة في الشارع الذي حدث فيه الانفجار فيما اطلق افراد الشرطة النار لتفريق اهالي الضحايا الذين تجمعوا بعد دقائق من حدوث عملية التفجير التي تسببت في انهيار بعض الجدران. وفي قضاء الصويرة القريب من مدينة الكوت (175 كيلومترا جنوبي بغداد) قتل امس 7 على الاقل من افراد الشرطة والحرس الوطني العراقيين وجرح حوالي 50 آخرون في مواجهات مع مسلحين. وادعت القوات البولونية المنتشرة في المنطقة ان 35 مسلحا قتلوا خلال المواجهات التي شاركت فيها القوات الامريكية والاوكرانية، لكن مستشفى الكوت لم يشر الى قتلى آخرين بخلاف افراد الامن العراقيين الذين لقو مصرعهم في المعركة. وفي الرمادي الواقعة في محافظة الانبار كان ضابط في الشرطة المحلية قد قتل اول امس برصاص مسلحين في حين جرح حارسه. وقتل امس شرطي عراقي في كركوك بينما سقط مقاومان اثناء محاولتهما زرع عبوة ناسفة تحت انبوب نفط في محيط المدينة. وفي بغداد قتل عراقيان احدهما فتى اثر سقوط قذيفة في شارع حيفا (وسط المدينة) الذي كان قد شهد مؤخرا حملات امنية سبقتها مواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال ووحدات الامن العراقية. خسائر يومية وزيادة على قصف مقر القوات الامريكية في محيط الرمادي، كبدت المقاومة الغزاة مزيدا من القتلى والجرحى. واعترف جيش الاحتلال بمصرع احد جنوده وجرح 3 آخرين في تفجير عبوة ناسفة في احدى دورياته في قضاء «بلد روز» قرب تكريت. وفي اليوم ذاته كان جندي امريكي على الاقل قد قتل في هجوم بواسطة سيارة مفخخة على حاجز لقوات الاحتلال في منطقة المفرق غربي بعقوبة. وأصيب اول امس جندي امريكي آخر و3 عسكريين ألبان في تفجير عبوة ناسفة في محيط مطار الموصل الذي يضم قاعدة امريكية كبيرة. وفي وقت لاحق مساء امس اعلن الجيش الامريكي ان اثنين على الاقل من جنود ال «مارينز» لقيا مصرعهما في حين جرح 10 آخرون على ادنى تقدير في هجومين شنتهما المقاومة بفارق طفيف على قاعدة امريكية شرقي الرمادي. وقصف مقاومون صباح امس القاعدة الواقعة في احد القصور الرئاسية بواسطة مدفعية الهاون وعاودوا مهاجمتها لاحقا واصابوا طائرتين وجرحوا احد الطيارين الامريكيين حسب ما جاء في بيان لقوات الاحتلال. وبعد الهجوم الاول الذي اوقع اصابات كثيرة في صفوف الامريكيين انتشرت قوات امريكية مدعومة بالمدرعات في وسط المدينة وفي المنطقة الصناعية فتصدى لها رجال المقاومة بقاذفات الصواريخ والاسلحة الرشاشة. وكانت سيدة عراقية قد استشهدت واصيب زوجها وفردان آخران من العائلة حين اصاب صاروخ امريكي منزل الاسرة.