[email protected] «قالوا»... قتلتنا هذه الكلمة وذبحتنا من الوريد إلى الوريد عديد المرات،، لكننا نعود إليها لنحترق بنارها كما تعود الفراشة إلى الضوء.. والملاّح إلى البحر.. وآخر مرّة عدنا فيها إلى هذه الكلمة عندما حملنا الأسف والألم على شتم الكرة التي تضج بالهواء ورغم ذلك تلاعبت بالرؤوس وكان وقعها علينا كما وقع الفؤوس.. ف«قالوا» هذه اخترعها إنسان ضعيف وسخيف وله أهداف غير بريئة لأنها مهما نظّروا لها تبقى بلا عنوان ولا فائدة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة.. «قالوا» بعد احداث الخميس الفارط خلال مباراة الترجي وحمام الأنف ان ضحايا سقطوا.. والحال أن هذه المزاعم من صنع مخيلات مريضة اعتادت التهويل وبرعت في اختلاق الأكاذيب وترويج الاشاعات.. وتصر على الترويج للظلام حتى في عز النهار والشمس في كبد السماء.. نعم كان هناك عنف، وكانت هناك إصابات متفاوتة.. لكن الأمر على فداحته لم يتعدّ هذا.. وطبيعي أن تبدأ ألسنة اللّهب في ربح الميدان خاصة أن بعض القنوات المهووسة تلقّفت صورنا البشعة وشمّرت مرة أخرى على ساعد العداء.. ولأنه ليس لدينا ما نخفي عن العالم فقد مرت كل الصور بكل بشاعتها وفظاعتها على القنوات المحلية دون تدخل أي مقص لأن تونس اليوم تشجع اللعب وترفض التلاعب مهما كانت المتاعب. اليوم لم يعد هناك مجال لنضحك على الناس ولا أن يضحك علينا الآخرون بحشو الكلام.. فالصور التي شاهدها كل العالم حقيقية والعنف الذي حدث فوق المدارج نابع من قلب الواقع ولا يمكن لأي طرف أن ينكره.. لكننا في المقابل نستنكره بقوة حتى ولو كان الضارب والمضروب منّا وإلينا وقد اتخذت بعض الأطراف القرارات الصارمة ردعا ومازالت الملفات مفتوحة لتدارس هذه الظاهرة «العالمية» بكل رصانة وروية وبالتالي نرفض بشدّة أن تزايد علينا بعض الأطراف في حبنا لهذا الوطن وبحثنا الدائم عن الأدوية اللازمة لقهر أوجاعه حتى وإن وصل بنا الأمر إلى «الكيّ».. على جناح الأمل شخصيا وطيلة 24 عاما في هذا الميدان لم اقتنع بالكامل بخطوات أي وزير يسعى بقوة إلى ترسيخ مبادئ التغيير إلاّ هذا الأخير.. حوالي 50 زيارة ميدانية.. ونفض متواصل لملفات طالها الغبار من كل جانب.. والبقية حتما ستأتي رغم كل المصاعب..