لو قيض لنا أن نؤلف كتابا حول الاشاعات الصيفية او الاخبار الوهمية المتداولة قبل كل موسم جديد لخرجنا بمؤلف يحوي العجائب والغرائب ولاختار الواحد منا في نهاية المطاف ان يستقيل ويرتاح احتراما لنفسه اولا وللجمهور الرياضي ثانيا لكنها ضريبة المهنة تجرفنا صاغرين في وقت تتواصل فيه «المهزلة» دون ان تحدد ضوابط واضحة لمحاصرة هذا التيار الذي يضرب مصداقية (بعض) المسؤولين في الصميم ويضعنا امام اشكالات تتعلق في المقام الاول بقدسية الخبر... قبل ايام فقط تداولت كل الصحف الوطنية خبر ابتعاد السيد جلال بن عيسى من رئاسة الملعب التونسي ولم يتوان مصدر هذا الخبر في تقديم السيد الشاذلي القروي كرئيس جديد ولم تكد بضع ايام تمضي حتى جاء ما ينفي هذا الخبر، وقبل ايام كذلك «تم بيع» وجيه الصغير الى لوريون الفرنسي ثم فوجئنا في بداية الاسبوع الحالي بمعطيات تؤكد العكس ومع هذين الخبرين اللذين تم تسريبهما قطعا لغاية في نفس يعقوب جاءت كذلك اخبار اخرى عديدة ومتناقضة نستعرض بعضها حتى تتضح الصورة اكثر. محمد التومي حارس البنزرتي حوّلوه الى المنستير ثم اعادوه الى بنزرت ثم عاد مرّة أخرى الى المنستير والصحيح لم يأت بعد. بسام بن نصر (قبل ان يمضي للنجم) امضى بقدرة قادر للنادي الصفاقسي ثم ثبت ان ذلك غير صحيح. محمد الصفاقسي حارس المنستيري حضر في غضون 3 أيام في تدريبين لفريقين مختلفين واحد من الوطني ب والثاني من الوطني أ . رمزي التوجاني قيل منذ أسبوع انه أمضي للافريقي والواقع ان ذلك لم يحدث. الاخوان بشير وفتحي المشرقي بيعا للنجم الساحلي والصفقة مازالت حبرا على ورق. الاولمبي الباجي عينوا له 3 رؤساء هم حسن الزواغي وبن صخرية ورئيس البرق التستوري والاختيار لم يتحدد بعد. الاولمبي للنقل اخترعوا له رئيسا جديدا وفوجئنا ببلاغات تنفي وتكذّب. هذه اذن بيّنة من الانتدابات أو التعيينات الوهمية التي غرقنا في بحرها هذه الصائفة وككل صائفة تقريبا ولا شك ان بعض المسؤولين او لنقل اشباه المسؤولين يتحملون قسطا وافرا في تسريبها والاشارة اليها على اعمدة الصحف بل ان الادهى والامرّ هو ان بعض الشخصيات الرياضية لا تخجل من الترويج لنفسها والادعاء بأنها مرشحة لرئاسة هذه الجمعية او تلك من أجل تلميع الصورة لا اكثر ولا اقل ودون ادراك منهم للضرر الذي يمكن ان يلحق مصداقيتهم عند تورطهم في مثل هذه التصرفات غير المسؤولة قطعا. **مدربون أم سماسرة؟ بالتوازي مع هذه المعضلة تنشط ايضا سوق المدربين وأشباه المدربين ويحدث ان يتصل بك مدرب ليقول لك أن له عروضا عديدة من الوطني أ والوطني ب والواقع ان لا أحد اتصل به او طرق بابه وسأل عنه. انه نموذج غريب اصبحت له تقاليد واصبح لا يخجل ا طلاقا من مثل هذه الممارسات التي تسمح له «بتدوير الدولاب» وابقاء اسمه مطروحا في سوق الانتدابات و»السمسرة» به من موضع وآخر ونعتقد أن هذه الفئة من المدربين هي «الاخطر» وهي التي تمس جوهر مهنة التدريب ولا ندري ما هو موقف ودادية المدربين التونسيين من هؤلاء الاشخاص الذين يفترض ان يكونوا القدوة والمثال؟ **المسؤولية مشتركة... القاعدة المعروفة قبل صياغة اي خبر مهما كان هاما وآنيا هو التثبت من مصادر مختلفة لتأكيد هذا الخبر او نفيه ويبدو أن البعض اصبح إما لضغط الوقت او لاهمال يتجاوز هذه القاعدة ليجد نفسه متورطا بارادته في نشر معطيات تجانب الحقيقة والصواب والثابت أن الصحفي الرياضي يتحمل بدوره قسطا من المسؤولية فيما يحدث وعليه ان يكون دقيقا اذا كان يحترم نفسه ومهنته واذا كان يروم احترام قرائه فمسؤوليته هامة لانها الضمان الوحيد لفرز الغث من السمين وتقديم الخبر اليقين. هذه ملاحظات تسوقها على هامش «السوق» المفتوح حاليا عن آخره على امل ان تتغير الاحوال...