تتلاحق الجولات وتتشابه في الرابطة المحترفة الأولى... فلا تكاد تمر جولة دون أن تتحفنا بمفارقات وحقائق لها صلة بواقع ومستقبل كرتنا والجولة الثامنة التي دارت الأسبوع الفارط لم تبق بمنأى عن هذا الذي يحدث عندنا. البداية لن تكون إلا من الملعب الأولمبي بالمنزه الذي احتضن لقاء القمّة بين الترجي الرياضي التونسي والملعب التونسي ولعل الملاحظة التي تسترعي الانتباه تلك التي تتعلق بغياب الحارس وسيم نوارة عن تشكيلة فريق باب سويقة. ورغم أن البعض تحدث عن خلاف جد بين هذا الحارس ومدربه قبل هذه المباراة فإن هناك من العلامات ما يشير إلى أن مدرب فريق باب سويقة اتخذ هذا القرار جرّاء المردود الضعيف لهذا الحارس ضد مازمبي وبهذا القرار يكون قد حمّل هذا الحارس مسؤولية هذه الهزيمة الثقيلة التي يتحملها أكثر من طرف بمن فيها المدرب نفسه... وبالعودة إلى الوراء نجد أنه سبق لهذا المدرب أن سلك نفس المنهج إزاء لاعبين آخرين من الفريق... وهنا تكمن إحدى نقاط ضعف هذا المدرب الذي نفخوا في صورته أكثر من اللازم... مراد محجوب مرّة أخرى... غريب أمر المدرب مراد محجوب فهو وفيّ لأفكاره حتى ولو يعرف مسبقا أنها تجانب الصواب... والدليل أنه يعيد على مسامعنا اسطوانة مجتها آذاننا وهي انهزام فريقه بسبب أخطاء دفاعية... فهل نسي أو هو تناسى أن كرة القدم الحديثة لا تعترف بمثل هذه الكليشيات وأن الهفوة جماعية... النادي البنزرتي والعروض للمرة الثانية على التوالي ينقاد النادي الرياضي البنزرتي إلى الهزيمة واحدة في الكأس وأخرى في البطولة ولعل ما يمثل قاسما مشتركا في المقابلتين هو غياب التركيز لدى بعض اللاعبين بعد تسرب أخبار حول عروض قد يكونون قد تلقوها والأمر يصبح أكثر خطورة إذا ما علمنا أن هؤلاء اللاعبين شبان مازالوا يتحسسون طريقهم في عالم كرة القدم والحقيقة أن الإعلام يتحمل قسطا كبيرا من مسؤولية هذه الوضعية التي عادت بالوبال على الفريق. شبان الهمهاما أين هم؟ عندما اطلع على تشكيلة النادي الرياضي لحمام الأنف أُصاب بدهشة ما بعدها دهشة... أما السبب فهو ما تضمه من عناصر شابة أكدت استعدادات جلبت إليها انتباه بعض الأندية الكبرى على غرار المدافع شمس الدين الذوادي المرشح للتحليق عاليا في سماء الكرة التونسية. الغريب أنه رغم تألق هولاء الشبان فإن الإطار الفني كثيرا ما يفاجئ الملاحظين بتعويله على لاعبين أجانب أظهروا محدودية إمكاناتهم الفنية. فهل يحصل ذلك عن اقتناع من الإطار الفني أم بفعل فاعل؟ لا أدري!