يقبل بعض الباعة المتجوّلين بالضاحية الجنوبية وتحديدا حي النور بالكبارية على بيع مواد غذائية فاسدة بأسعار خيالية حيث يبلغ سعر علبة الياغورت 100 مليم وعلبة الحليب 500 مليم. هذه الاسعار الملائمة جدا للقدرة الشرائية لمتساكني الحي دفعتهم الى مزيد الاقبال على الاستهلاك والوقوع في الخطر وهؤلاء الباعة يستغلّون الياغورت والحليب الفاسد بل وكذلك بعض أنواع البسكويت والكايك الذي تجاوزت مدة صلوحيته لبيعه بأسعار خيالية بالنسبة للمستهلك الذي يقطن بحي شعبي ويباع الياغورت ب100 مليم ولا يتجاوز الحليب 500 مليم ويفتح الباب للكوارث الصحية. وتأتي الشاحنة محمّلة بالمواد الفاسدة ليقبل عليها المتساكنون بصفة مهولة ليفرض التساؤل عن مصير صحة هؤلاء الذين يستهلكونها؟ وهذه الظاهرة تجعلنا نطلق صيحة فزع حول مصيرهم والحال أن المواد الغذائية الفاسدة وفي صدارتها الحليب ومشتقاته تؤدي الى التسمم ومنها الى الاصابة بأمراض خطيرة والموت المحقق. فما ذنب هذا المواطن الذي لم يجد في جيبه ما يكفي لشراء علبة حليب أو ياغورت لاطفاله فيلجأ الى الشراء بأسعار بخسة ويقوده العوز المادي الى الموت؟ وما ذنب «العطّار» الذي يبيع في ذلك الحي وفقا للشروط الصحية المطلوبة والاسعار المتداولة ليجد نفسه في مواجهة منافسة غير متكافئة. «الشروق» حملت هموم المواطنين الذين اتصلوا بنا الى الهياكل المعنية بالمراقبة حيث انطلقوا في التحرّي للحد من خطورة الظاهرة وتحديد مسؤولية كل طرف على حدة ونعوّل على الهياكل المعنية بتوعية المواطن بأهمية الحفاظ على صحته حتى لا يقبل متساكنو الضاحية الجنوبية على استهلاك المواد الفاسدة والتوجّه الى الموت المؤكد.