أقر مبروك النظيف مدير ادارة حفظ الصحة وحماية المحيط بصعوبة التصدي لظاهرة الألعاب النارية "الفوشيك" التي غزت الأسواق التونسية، فضلا عن المواد الغذائية والمشروبات المهربة، وذلك لعدة اعتبارات خاصة منها ما يتعلق بالجناب الأمني. وكشف ايضا خلال اللقاء الإعلامي الدوري بالوزارة الأولى أن نسبة تنفيذ مقترحات غلق المحلات التي رصدت في شأنها تجاوزات خطيرة تظل ضعيفة جدا. وأفاد أنه تم الى غاية20 رمضان القيام ب 32 الف عملية تفقد صحي، وتحليل 2500 عينة اسفرت عن توجيه 962 انذارا كتابيا واقتراح غلق 8 محلات، وحجز واتلاف10،5 طن من المواد الغذائية الفاسدة، و300 لتر من المواد الغذائية الفاسدة حليب ومشروبات، و1200علبة ياغورت. وينتظر أن تركز فرق المراقبة الصحية عملياتها خلال الفترة المقبلة على مراقبة محلات المرطبات، خاصة في ما يتعلق برصد ملونات خطرة على الصحة تستعمل عادة في تحضير وتلوين المرطبات. كما سيتم تكثيف المراقبة على المواد الغذائية الموردة بطرق غير شرعية مثل المشروبات الغازية المهربة من الجزائر والياغرت واللبن والرايب وعصير بسكويت نظرا لخطرها المؤكد على صحة المستهلك، بسبب طريقة حفظها وعرضها على قارعة الطريق، ومصدرها المجهول، جهل مكوناتها. وأفاد النظيف ان حرارة الشمس الحارقة يمكن ان تؤدي مضاعفات سلبية على علب المشروبات وما تحويه من مواد مثل تسرب ملوثات خارجية داخل العلبة، وارتفاع الضغط داخل العلبة. مفيدا انه تم رفع عينات من المواد الغذائية والمشروبات المهربة ووتحليلها واثبتت النتائج الأولية أن المشروبات تستعمل ملون اصفر 200 E وهو ملون محجر استعماله في تونس ويمكن ان يتسبب في حساسية لبعض الأشخاص. في حين ان تحاليل الفطريات أثبتت خلوها من الجراثيم، لكن في كل الحالات تهدد المواد صحة المستهلك ولا بد من الحيطة والحذر من تلك المواد. وأضاف مبروك النظيف أنه توجيه مذكرات للسلط الجهوية للتنسيق والتصدي مع الظاهرة بالتحسيس والمراقبة، كما تم اصدار بلاغ من الصحة العمومية يحذر من استهلاك المواد الغذائية الموردة بطرق غير شرعية. علما انه تم الاتفاق مؤخرا بين وزارات الصحة والتجارة والداخلية والديوانة للتنسيق وتكثيف المراقبة على نقاط العبور واخضاع المواد للمراقبة وتشكيل فرق مشتركة للعمل على حجز المواد غير المصرح بها والحد من الظاهرة. وقال مدير إدارة حفظ الصحة وحماية المحيط أن افضل حل عملي حاليا هو في تكثيف التحسيس والتوعية بخطورة المواد المعروضة على قارعة الطريق، وقد نجحت جهود التحسيس في قفصة وتوزر بعد بث ومضات اذاعية تحسيسية وسجل عزوف على استهلاك المواد الغذائية المهربة. اما عن الألعاب النارية مثل الفوشيك وغيرها قال النظيف إن تلك الألعاب اكتسحت الأسواق والفضاءات العمومية وتعتبر اشكالا صحيا خطيرا وتسجل سنويا بعض الحوادث على مستوى البصر. واعترف بوجود صعوبة كبيرة في التدخل من قبل الأمن واعوان التراتيب لتطويق الظاهرة لكن النجاعة تبقى محدودة ويتم التركيز أكثر على التحسيس.