أعلنت حركة «طالبان» أمس انتصارها على القوات الأمريكية في منطقة كورينغال شرق أفغانستان والتي تعد معتقلا للمسلحين وقد أصبحت تعرف قبل انسحاب الأمريكان منها هذا الاسبوع باسم «وادي الموت»، وفي الاثناء قدم ثلاثة نواب بالكونغرس الامريكي مشروع قانون يلزم الرئيس باراك أوباما بوضع جدول أمني للانسحاب من أفغانستان. وسارعت حركة «طالبان» الى الاستفادة من الانسحاب الامريكي سواء على المستوى السياسي او الميداني حيث أعادت انتشارها في المنطقة التي أصبحت تابعة الى حكومة الظل التي تقيمها الحركة في مناطق عدة من البلاد. نصر كبير وفي هذا الاطار قال المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد معلقا عن انسحاب القوات الدولية من وادي الموت «انه نصر كبير لنا... المنطقة مهمة جدا جدا بالنسبة لنا. ويوفر لنا جبلها مكانا جيدا للاختباء ويمكن استخدامها كميدان للتدريب وتنفيذ عملياتنا في انحاء المنطقة» على حد قوله. وأكد المتحدث باسم الحركة أن «القوات الامريكية فرت من هجماتنا المتواصلة». ومن جانبه أكد مسؤول في وزارة الدفاع الافغانية إن حركة «طالبان» ستستغل هذا الانسحاب الأمريكي لخدمة قتالها الدموي ضد القوات الاجنبية. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته «أن اخلاء اية منطقة أمر يصب في مصلحة الحركة، اذ تستطيع التجمع في المنطقة والاستفادة من سكانها». وانسحبت القوات الأمريكية من تلك المنطقة الجبلية الواقعة في ولاية كونار المحاذية لباكستان في اطار ما وصفته قوة المساعدة الدولية على ارساء الامن في أفغانستان بأنه استراتيجية جديدة لإعادة التمركز. انسحاب أمريكي منفصل وفي هذه الاثناء تقدم ثلاثة مشرعين أمريكيين بمشروع قانون يلزم باراك أوباما بوضع جدول زمني منفصل لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان. ويرى المحللون ان هذا المشروع يمثل دليلا على نفاد الصبر من الحرب التي تجاوز عمرها ثماني سنوات ويشارك فيها أكثر من 80 ألف جندي أمريكي. وفي هذا السياق قال «روس فينغولد» السيناتور الديمقراطي ان «المواطنين من مختلف ألوان الطيف السياسي يتساءلون عن سبب هذا الوجود المكثف للقوات الأمريكية في أفغانستان». وأضاف ان الوجود الامريكي المفتوح في أفغانستان له آثار عكسية على الصراع العالمي ضد تنظيم «القاعدة» مشيرا الى أنه «بدلا من استنزاف الموارد في اطار استراتيجية بناء دولة في بلد ليس حتى قاعدة للتنظيم يجب ان نطور جدولا زمنيا لإنهاء وجودنا الضخم في أفغانستان حتى نتمكن من ملاحقة شبكة القاعدة العالمية بشكل أفضل» على حد قوله.