اختتمت الدورة الثامنة لوزراء خارجية دول غرب المتوسط (5 + 5) ظهر أمس أشغالها بعد مشاورات ونقاشات مهمة ومستفيضة احتضنتها الضاحية الشمالية للعاصمة وسط تأكيدات على نجاح هذه الدورة في التأسيس لمرحلة مهمة على صعيد التعاطي مع مختلف القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.. تغطية: النوري الصل وعبد الرؤوف بالي وقد أكد وزير الشؤون الخارجية السيد كمال مرجان في كلمته أن أشغال هذه الدورة كانت في أجواء ودية للغاية تخلّلها نقاش صريح وبنّاء في كل المواضيع التي كانت مطروحة على جدول الأعمال سواء كان ذلك بالنسبة الى دعم فضاء «5 + 5» وتوسيعه أو بالنسبة الى المواضيع الأخرى ومنها بالخصوص موضوع الهجرة. وأوضح أن الاجتماع الوزاري لمجموعة «5 + 5» نظر أيضا في مواضيع تهم قضية الشرق الأوسط التي أخذت قسطا كبيرا من مناقشات وزراء دول غرب المتوسط مشيرا الى أنه وقع الوفاق على الاشارة الى الوضع الصعب الذي تعيشه المسيرة السلمية في الشرق الأوسط بفعل الاجراءات التي اتخذتها اسرائيل في الآونة الأخيرة في ما يتعلق بالمسّ بفرص إحلال السلام والوضع الخاص للقدس وأيضا الوضع الصعب في غزة.. اقتراح تونسي وتوقف السيد كمال مرجان من جهة أخرى عند الاقتراح الذي تقدمت به تونس لبعث وكالة متوسطية لحماية المنظومة البيئية والسواحل وتعزيز الحوار بين الثقافات مع أهمية التشاور مع الوزارات المعنية. كما لفت النظر الى أنه تمّ الاتفاق على إنشاء آلية تنسيق ومتابعة في صلب مجموعة «5 + 5» من أجل دفع التعاون والتشاور بين مختلف الأطراف مشيرا في الوقت نفسه الى أنه وقع اقتراح بتوسيع اطار الحوار ليشمل جهات أخرى على غرار منظمات الأعراف دعما لما تقدمه من مساعدة في العمل بين الضفتين. إشادة وتأكيد من جانبه ثمّن وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس في كلمته الدور الكبير الذي تقوم به تونس في اطار دفع فرص الحوار والتعاون بين الضفتين مشيرا الى أنه تمّ تحقيق خطوات مهمة على صعيد بناء مستقبل أفضل لدول غرب المتوسط. وأوضح السيد ميغيل أنخيل موراتينوس أنه للمرة الأولى منذ انبعاثها تعقد مجموعة دول «5 + 5» اجتماعا وزاريا حضره كل وزراء خارجية دول غرب المتوسط مؤكدا أن هذا يعكس إرادة واضحة والتزاما سياسيا من قبل الجميع من أجل تعزيز الشراكة بين الجانبين وتحقيق تطلعات شعوب دول «5 + 5» في إطار فضاء جامع للتعاون والتوافق والحوار على أساس المصلحة المشتركة. وفي ما يتعلق بالملف الفلسطيني أكد موراتينوس أن الاجتماع أكد قلقه من الطريق المسدود الذي آلت إليه عملية السلام في ضوء إصرار اسرائيل على المضي في الاستيطان وإصدارها أمرا عسكريا بترحيل 70 ألف فلسطيني في الضفة الغربية. من جهتها أكدت السيدة ستيفانيا كراكتسي كاتبة الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية الايطالية في كلمة لها في اختتام الاجتماع على إيجابية هذه الدورة مشيرة الى وجود إجماع على مواصلة الجهود المشتركة على مختلف الأصعدة من أجل تحقيق مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا لشعوب الضفتين. برنار كوشنير ل «الشروق»: الإجتماع حقق المطلوب... وأسس لشراكة نوعية بين الشمال والجنوب تونس - (الشروق) أكد وزير الخارجية الفرنسي السيد برنار كوشنير في تصريح صحفي خص به «الشروق» على هامش اجتماع وزراء خارجية دول غرب المتوسط ان هذا الاجتماع حقق قفزة مهمة ونقلة نوعية في ارساء مستقبل أفضل. وأوضح السيد كوشنير في رده على سؤال «الشروق» حول تقييمه لنتائج الدورة الثامنة لوزراء خارجية دول غرب المتوسط ان هذه الدورة اتسمت باجتماعات مفتوحة وشفافة تم خلالها تطارح مختلف المواضيع والملفات المشتركة فضلا عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وموضوع القدس مشيرا الى ان هذه الاجتماعات تبعث اليوم بآمال واسعة وآفاق كبيرة في تعزيز التعاون والشراكة بين الضفتين.. وفي رده على اسئلة اخرى للصحافيين أشار كوشنير الى انه تم التطرق خلال اجتماع أول أمس الى مختلف المواضيع المهمة المتصلة بالعلاقة بين ضفتي المتوسط. ولم يخف كوشنير وجود عقبات تعترض تطوير العلاقة بين الضفتين لكنه شدد على وجود ارادة جامعة لتجاوز هذه العقبات بما يستجيب للتاريخ المشترك والثقافة المشتركة بين الجانبين.. واشار الى ان الاجتماع الوزاري لمجموعة «5 زائد 5» الذي احتضنته تونس تميز عن الاجتماعات السابقة بكونه شهد تبادلا للأفكار وكان بمثابة مخبر افكار حول مختلف القضايا بما فيها عملية السلام وموضوع القدس. من جهة اخرى ثمن كوشنير الجهود التي تبذلها تونس في مختلف المجالات مؤكدا ان هناك ارتياحا فرنسيا حيال التقدم الذي تحققه تونس على صعيد ملف حقوق الانسان. وزير الخارجية المغربي ل «الشروق»: الاتحاد المغاربي... خيار حتمي... وقضية الصحراء... «سبب الداء» تونس (الشروق): أكد وزير الخارجية المغربي السيد الطيب الفاسي الفهري في تصريح ل«الشروق» على هامش اجتماع وزراء خارجية دول 5 + 5 أن اتحاد المغرب العربي هو خيار حتمي من أجل مجابهة التكتلات الاقليمية والدولية... وأوضح أنه بات مطلوبا من الاتحاد المغاربي أن يلعب دورا مهمّا في الشراكة المتوسطية ولكن هذا الدور لا يمكن أن يكون إيجابيا إذا استمر العمل المغاربي على هذه الحال. وشدّد السيد الطيب الفاسي الفهري على أن قضية الصحراء تقف عقبة أمام بناء الاتحاد المغاربي لكنه دعا الى ضرورة العمل على تجاوز هذه العقبة وتغليب المصلحة المغاربية المشتركة. وأضاف أن بلاده تقوم بدورها كما يجب من أجل تعزيز العمل المغاربي والنهوض به لمواجهة التحديات المشتركة على أكثر من صعيد... من جهة أخرى أدان وزير الخارجية المغربي الممارسات الاستفزازية لاسرائيل في القدس مؤكدا أن بلاده تتابع ما يجري بقلق بالغ...
