ضيفتنا في هذا العدد الجديد من نادي الناجحات هي السيدة منى بوعبان صيدلانية. واهم ما جلب انتباهنا في شخصية هذه السيدة هو طموحها الكبير وعزيمتها القوية وايمانها العميق بأهمية العمل في حياة المرأة ومدى مساهمته في نحت شخصية الفرد وجعله فردا فاعلا يتأثر ويؤثر في محيطه. وقد رأت ضيفتنا في هذا اللقاء الصحفي وهذه الاطلالة الاعلامية عبر صحيفة «الشروق» فرصة هامة للتعبير عن حبها الكبير ووفائها النادر لوالدها رحمه الله الذي مرّ على وفاته اربع سنوات وأرادت ان تجعل هذا المقال كلمة وفاء لروحه الطاهرة وقد عبّرت عن ذلك بقولها «لعل ابرز ما يميّز هذه المقابلة مصادفتها للذكرى الرابعة لوفاة والدي صدقي الاول ومشعل دربي الطويل بجميع مراحله وهي مناسبة انوّه فيها بخصاله التي يعجز عن ذكرها اللسان واخاطبه كما خاطبته دائما بقولي: «الف رحمة ونور عليك يا ابي» فأنا دائما كما اردتني وتمنيتني اناكون جادة في عملي معطاء ومؤمنة بضرورة مساعدة الآخرين». **تميّز ونجاح تحصلت اليدة منى بوعبان على شهادة الباكالوريا بامتياز واختارت الالتحاق بشعبة الصيدلة بكلية المنستير وواصلت دراستها الجامعية بتفوّق واثر تخرّجها فضلت بعث مشروعها والانتصاب للحساب الخاص وتم لها ذلك برأس مال ذاتي. وتعتبر السيدة منى بوعبان من النساء الاوائل بولاية نابل التي تقوم ببعث صيدلية وهذا الانجاز اعتبره البعض مكسبا نظرا للوظائف الهامة والمتعددة التي تقوم بها الصيدلانية خاصة اذا كان حرفاؤها من النساء. وتقرّ السيدة بوعبان انها نجحت في كسب ودّ حريفاتها نظرا لتعاونها معهن بفضل تفهمها وحسن تواصلها معهن مضيفة انها اكتسبت ثقافة اجتماعية واسعة بفضل احتكاكها اليومي مع الناس ومعايشتها لمشاغلهم المتنوعة. **مدرستي الاولى يعتبر والد السيدة بوعبان المدرسة الاولى الاساسية التي نهلت منها قواعد النجاح والكفاح والاصرار على تقديم الأفضل وتعبّر عن ذلك بقولها بأنها من الشعب والى الشعب فهي ولدت ونشأت بين احضان اب مناضل ومكافح من اجل الحياة فهو من الرعيل الاول للمناضلين وممن يؤمنون بقدرات المرأة ودورها الفعّال في النهوض بالمجتمعات لذلك عمل على زرع جذور الطموح في نفسها وانفس اخواتها منذ الصغر. فهذه السيدة لم تؤمن ابدا بوجود كلمات من نوع «مستحيل « او لا «استطيع» بل كانت ارادتها قوية وطموحها كبير. ويظل الاعتماد على النفس والعزيمة القوية والارادة الثاقبة من ابرز سيمات شخصيتها العملية والاجتماعية وركيزة اساسية وشرط لابدّ منه لتحقيق النجاح في الحياة. وتضيف السيدة بوعبان انه على الجيل الحالي من الآباء والأمهات العمل على غرس مبادئ النجاح في الحياة في نفوس الناشئة وعلى الناشئة ان يتمعنوا في سيرة من سبقوهم لانتقاء العبر واخذ المبادئ الاساسية التي تمكنهم من شق طريقهم في الحياة بسلام وان يعتبروا الفشل ما هو الا نقطة بداية للنجاح وانه عليهم ان يستفيدوا من اخطائهم حتى لا يقعوا مجددا. **العائلة اولا لعلّ ابرز ما يميّز نجاح السيدة منى بوعبان التي دخلت ميدان الصيدلة منذ اكثر من عشرين عاما وكانت من النساء الاوائل اللاتي اضطلعن بهذه المهمة هو جمعها بين اكثر من نشاط وانخراطها في اكثر من جمعية ومنظمة في وطنها. فقد بدأت نشاطها الرياضي منذ الصغر وسافرت الى بلدان اوروبية وعربية للمشاركة في البطولات والمسابقات الرياضية وتحصلت على العديد من الميداليات وخاصة في رياضة العدو الريفي والفروسية. الى جانب ذلك انخرطت بعديد الجمعيات من اهمها جمعية اصدقاء وأولياء المعوقين ودامت عوضويتها بهذه الجمعية 5 سنوات. والتحقت بجمعية الامهات ثم الاتحاد الوطني للمرأة التونسية انشطتها الجمعياتية والرياضية لم تمنعها من ممارسة هوايتها المتمثلة في فن السيراميك وهذا الفن ورثته كذلك عن والدها. وفي خضم هذه الأنشطة المكثفة لم تنس الدكتورة منى بوعبان الاهتمام بعائلتها وتقول في هذا الصدد «ان التوفيق بين العائلة والمطامح المهنية معادلة صعبة لكن مهما يكن المكسب المادي والمعنوي الذي يمكن ان اجنيه من نجاحي في العمل فالعائلة عندي في المرتبة الاولى والاهتمام بابني يأتي في الصدارة. فأنا اسعى الى محاولة التوفيق بين المجالين الأسري والمهني بالتنظيم المحكم وتوزيع الوقت توزيعا محكما فتنظيم الوقت سيّد الموقف ويستلزم تخطيطا مسبقا وخاصا بكل مرحلة من مراحل الحياة العائلية. كما اسعى الى زرع صفات محددة ومبادئ هامة في ابني من اهمها التمسّك بالقيم الفاضلة والمبادئ السامية حب العلم والمعرفة التطلّع الى ما هو احسن حب الناس ومعرفة العالم. وتختم السيدة منى بوعبان قائلة: «هذه الأسس والمبادئ الهامة تحتاجها الناشئة لرسم حياتهم المستقبلية حتى تكون ناجحة وموفقة».