تكوينها أدبي وعشقها للكتابة كبير ورهانها التميّز والتفرّد في الأعمال التي تقدمها، توجهها خدمة الآخرين وتقديم خدمة معلوماتية بالأساس لمن يستحقها.. هذه الخصال والميزات جعلت من السيدة هاجر الجيلاني امرأة أعمال ناجحة وكاتبة ذات مؤلفات غزيرة وجيدة. تدير السيدة هاجر الجيلاني دار نشر للنشريات التقنية المختصة (الصفحات الصفراء) وهي نشريات مختصة تحتوي على أرقام الهواتف وعناوين الاشخاص والمؤسسات التي يمكن أن يحتاجها الفرد بصفة يومية ودائمة. وتقول السيدة هاجر الجيلاني (أول امرأة تدير دار نشر متخصصة في الصفحات الصفراء والوحيدة في تونس). عن مسيرتها المهنية وعن كيفية اختيارها لهذا المجال (أي الاستثمار في القطاع المعلوماتي) «تلقيت تكوينا أدبيا في اللغة والاداب الفرنسية وتميزت حياتي بعشقي الكبير للمطالعة.. هذا الاهتمام والحب الكبير لعالم الكتاب حملني بصفة طبيعية الى دخول المهن الملتصقة بالكتب والكتابة وقد تحقق هذا عند بعثي لمؤسسة «صفحات صفراء» المتخصصة في اصدار النشريات التقنية المختصة وكان ذلك سنة 1978». **رحلة في عالم الورق تقول السيدة هاجر الجيلاني ان عملها هو نتيجة لطموحات شخصية مرتبطة بالمحيط العائلي والمشجع وتعتبر السيدة الجيلاني نفسها محظوظة كيف لا وقد حباها اللّه بوالد متفهم ومحب للعمل فهو مرجعها الأساسي في حياتها العملية تستقي من تجربته العبرة والخبرة اللازمة لتسير مؤسساتها وإدارة أعمالها. وترجع أسباب نجاحها وتألقها في عملها الى عدة عناصرتكافلت في ما بينها وتضافرت منها حبّها للعمل الذي يمثل الهواء الذي تتنفسه ونشاطها الدائم وعزيمتها القوية لبلوغ ما تطمح إليه. كما أن احترام مواقيت العمل والسعي لتقديم خدمة مفيدة للمواطن وحرصها على التزام الصدق والمصداقية في عملها ساعداها على تخطي جميع الصعوبات وتطوير مشروعها الذي ركّز في البداية على تقديم دليل اقتصادي (صفحات صفراء) الذي مرّ على نشره 25 سنة ليتعزز بدليل سياحي يضم قائمة النزل والمطاعم السياحية بمختلف جهات البلاد التونسية وخاصة منها المناطق السياحية ووقع اصدار الطبعة الأولى من هذه النشرية السياحية المتخصّصة خلال الأشهر الماضية من هذه السنة 2004. وتطمح السيدة هاجر الجيلاني الى تحسين مشروعها وتطويره بطريقة منسجمة ومتكاملة وتسعى الى منح العاملين معها في هذا المشروع ظروف عمل جيدة وملائمة حتى تحقق ما تطمح إليه في أحسن الظروف. **هوامش بعيدا عن عالم الأرقام والمعاملات التجارية أردنا أن نغوص في بعض من جوانب حياة السيدة هاجر الجيلاني فأثرنا معها حديثا يتعلق بحياتها الأنثوية والشخصية ومدى ارتباط حياتها العملية بالشخصية. وقد ذكرت لنا في بداية حديثها أصل تسمية ا لصفحات الصفراء فوضحت لنا أن هذه التسمية لم تكن اعتباطية وإنما أتت نتيجة واقعة ملموسة مرتبطة بشأن هذه الصفحات حيث أنه في بداية القرن العشرين عزم رجل أمريكي بقرية صغيرة على بعث دليل اقتصادي يحتوي على كل العناوين وأرقام الهواتف لكل مؤسسة أو خلية تقدم خدمات للمواطن وعندما قصد المطبعة الوحيدة ببلدته لم يجد غير الورق الأصفر نظرا لندرة الورق الأبيض أنذاك والذي سوف لن يتوفر إلا بعد ستة أشهر فقرّر هذا الرجل طباعة معلوماته على الورق الأصفر فأصبحت قاعدة متّبعة في كافة بقاع الدنيا. أما عن علاقة السيدة هاجر الجيلاني باللون الأصفر فتقول: ان هذا اللون يشكل بالنسبة لي لونا للحياة والبهجة فو لون الشمس الساطعة ولون الذهب البرّاق ولا أرى فيه رمز للغيرة كما يقال لذلك أحرص على وجوده حتى في منزلي. **تجربة التأليف التصاقها بعالم الكتب والورق دفعها الى الكتابة واصدار مجموعة من الروايات منها «ورغم كل شيء السماء صافية» ألّفتها سنة 1994، الرواية الثانية بعنوان «حمزة» وحصلت بمقتضاها على جائزة زبيدة بشير للابداعات الأدبية النسائية. وأصدرت سنة 1999 مجموعة شعرية بعنوان «العشق الكئيب» وأخيرا رواية فصل في «الشويش» وصدرت سنة 2001. وتقول السيدة هاجرالجيلاني عن كتاباتها أنها «تعبير عن عشقي الكبير للحياة وقراءة الوجود الانساني»، صاغتها بطريقة شعرية وسلسلة تغري القارئ بالغوص في تفاصيلها وحيثيات أحداثها. **رسالة تؤمن السيدة هاجر الجيلاني بمدى تأثير الجيل السابق على الجيل الناشئ وبضرورة تمعّن الشباب في سيرة من سبقوهم من الناجحين حتى يتمكنوا من أخذ العبرة والشروط الأساسية للنجاح والتميز وتشير الى ضرورة تحلّي الشباب بالعزيمة القوية والطموح الكبير والجدية في العمل والعمل على تطوير قدراتهم ومواهبهم في ادارة أعمالهم ويعلموا أن ادارة المؤسسات يجب أن تتم بطريقة علمية وإنسانية في ذات الوقت وأن يكون التعامل بين صاحب المؤسسة والعملة قائما على الاحترام والتضامن والانسجام. وتختم السيدة هاجر الجيلاني بقولها ان هذه الشروط تعتبر الوصفة السحرية لتحقيق النجاح في أي مجال من المجالات. * ناجية المالكي -------------------------------------------------------- **توضيح كنا قد نشرنا في العدد الصادر يوم الجمعة 30 جويلية حديثا مع السيدة منى صيدلانية من ولاية نابل ضمن ركن نادي الناجحات وقد تسرب خطأ في لقب السيدة منى ميلاد بوغزالة لا منى بوعبان لذلك وجب التصويب والتوضيح والاعتذار.