عرضت مصادر إخبارية مطلعة أمس صورا فوتوغرافية لحالات التعذيب التي تعرض لها المعتقلون في «سجن المثنى» السري الواقع تحت امرة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، فيما نظّم أهالي مدينة الموصل اعتصاما حاشدا للمطالبة باغلاق السجون السرية وبرحيل المالكي. ونقلت «قناة الجزيرة الفضائية» عن أحد المعتقلين السابقين قوله إن التعذيب بلغ مدىكبيرا تجاوز الاعراف والعادات والتقاليد وحتى حجم التعذيب في أبو غريب مشيرا الى أنه تم الافراج عنه بعد أن اكتشفت وزارة حقوق الانسان العراقية السجن. وأضاف معتقل ثان ان وسائل الترهيب تضمنت تعذيب أخ قبالة أخيه وابن قبالة أبيه لاجباره على الاعتراف بتصريحات كاذبة... وهي صنوف تنكيل لم يقم بها المحتلون. وأكّد أن التنكيل لم يتوقف الا بعد ان زارت وزيرة حقوق الانسان السجن السري. ونسبت جهات اعلامية اخرى عن معتقلين سابقين اعترافهم بالتعرض للتعذيب وسوء المعاملة مشيرين الى أن أحد المعتقلين على الأقل لقي حتفه أثناء التنكيل الوحشي بهم. وكشفوا النقاب عن تلقيهم تحذيرات رسمية من الحديث عن التعذيب او مجرّد التضمين بوقوعه. مظاهرات وفي سياق متّصل هزّت مدينة الموصل مظاهرات غاضبة ضد المالكي والتعذيب المنظم في البلاد. وطالب المعتصمون ومن بينهم عدد من المعتقلين السابقين بوقف التعذيب الذي يمارس تحت اشراف المالكي ذاته، مؤكدين أنه لا يصلح لادارة البلاد. ودعا المتحدّث باسم مجلس شيوخ عشائر الموصل الى وضع حدّ لثقافة الافلات من العقاب المنتشرة في البلاد والى الضرب على يد مقترفي هذه المجازر. بدورها، أكّدت صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية خبر وجود سجون سرية في العراق باشراف المالكي الذي نشرته صحيفة لوس انجلوس تايمز الاثنين الفارط مشدّدة على أن القوة الامنية اعتقلت المئات من العراقيين السنة بأمر مباشر من المالكي. ونسبت الصحيفة الى مسؤولين عراقيين وأمريكيين قولهم إن التعذيب استمر وبأبشع الطرق حتى تمكنت وزيرة حقوق الانسان وجدان سالم من دخول السجن الشهر المنصرم. وأضافت أن أكثر من 200 معتقل ما يزالون تحت أقبية السجن العسكري مشيرة الى أنهم ينتمون الىالطائفة السنية. وعلق النائب السني عن محافظة نينوى أسامة النجيفي إن وجود السجن السري يعد مثالا على «الديكتاتورية السائدة» في البلاد، مضيفا أنه يكشف أن القوى الأمنية لديها قبضات أمنية حديدية خارج إطار الدستور وأردف ان الاعتقالات تمت دون اي مسوغات قانونية. دعوة الى التحقيق من جانبها، جددّت هيئة علماء المسلمين بالعراق دعواتها للتحقيق الجدي في وجود سجون سرية تابعة لحكومة المالكي. وقالت الهيئة: لقد تبين ان سلطة سجن المثنى تأتمر بأوامر المالكي الذي يحاول بعد الانتخابات ان يعود الى السلطة وتشكيل حكومة جديدة، وهو ما جعله ينفي مسؤوليته أو علمه بالسجن ويسارع الى التغطية على الفضيحة الجديدة باصدار أمر يقضي باغلاق السجن. ودعت المجتمع الدولي والمنظمات العالمية الى القيام بواجباتها القانونية والانسانية لايقاف هذه الجرائم والسعي الى كشف المزيد منها واتخاذ خطوات فاعلة في تعقب المجرمين.