الناصر القطاري تحمل رئاسة الاتحاد المنستيري في الفترة الممتدة ما بين 1986 و1991. وزمن اشرافه على حظوظ هذا النادي كان عدد المجازين في حدود 1200، ومنذ ذلك التاريخ ابتعد عن دفة التسيير ولكنه بقي يتابع مسيرة الاتحاد وأوضاع كرة القدم التونسية «الشروق» التقت بهذا الرجل وحاورته حول الوضعية الحالية لفريق أكابر كرة القدم وواقع الاحتراف ببلادنا ومستوى كرة القدم التونسية فكان الحوار التالي: الاتحاد تألق في المواسم الماضية ولعب من أجل التتويج لكن مستواه تراجع هذا الموسم بشكل رهيب بماذا تفسر الأسباب؟ أسباب عديدة وقفت وراء هذا التراجع الكبير ومن أهمها 1 تعدد الرؤساء: 3 رؤساء في موسمين وهم السادة فرج المدب زهير شاوش ورياض البحوري. 2- عدم الاستقرار على مستوى الاطار الفني اذ تداول على الاشراف على حظوظ فريق الأكابر منذ انطلاق الموسم الماضي 4 مدربين وهم لطفي رحيم سمير الجويلي ديبيري وعودة لطفي رحيم و5 مساعدين رضا ساسي وليد لنصاري صابر زهير زياد التومي ثم رضا ساسي مجددا وكانت النية متجهة نحو التعاقد مع خالد بين ساسي كمدرب أول للفريق بمساعدة مدرب الأمال فيصل الزيدي. 3 التخلي بطريقة سريعة عن عدد من اللاعبين المؤثرين من أمثال علي بن عبد القادر بوكنغ موتوانا أيمن العياري ثم ماهر الحناشي. 4 فشل الانتدابات التي لم تكن في مستوى الراحلين وخاصة في ما يتعلق باللاعبين الاجانب الذين لم يقدموا الاضافة التي كانت منتظرة منهم. 5- التشبيب السريع ولئن كان في حد ذاته عاملا ايجابيا فإنه لا يخلو بدوره من مخاطر جمة خاصة حين يمر الفريق بأوضاع صعبة مثلما يمر بها الاتحاد وتتطلب الاعتماد على أصحاب الخبرة ولابد من اعتماد المرحلية في تشبيب الفريق وفي الأوقات المناسبة حتى يسهل التأقلم والاندماج. 6- الانفراد بالقرار وعدم تشريك مسيرين قدامى سواء على مستوى التسيير الاداري والفني أو من قدماء اللاعبين وللتدليل على ذلك لم تتم دعوتي منذ سنوات لحضور أي لقاء مهما كان نوعه. 7- الوضع المالي الصعب للجمعية وعدم وجود موارد قارة توفر له الصمود عند المصاعب. 8- انعدام الوضوح في العلاقة بين المسيرين والاحباء لانعدام مسالك الابلاغ المباشر حيث لا تكاد كل هيئة مديرة تلتقي بالجماهير الا خلال الجلسات العامة. 9- المظالم التحكيمية التي بالرغم من أنها جزء لا يتجزأ من اللعب الا أن تعددها هذا الموسم أضر كثيرا بالفريق خاصة وانه يضم الكثير من الشبان الذين تأثروا سلبا وأثر ذلك على مردودهم وعطائهم. ماذا يحتاج الاتحاد في مثل هذا الظرف وما بعده؟ حاليا يحتاج الى وقفة الجميع لانقاذه من الغرق والدعوة موجهة الى اللاعبين الذين يحتم عليهم الواجب الوفاء للفريق الذي احتضنهم ورعاهم دون انتظار هدية من أحد مع الدعوة الى بقية الفرق الى احترام ميثاق الرياضي، أما بعد مرور الأزمة التي آمل أن تمر بسلام، فلابد من معالجة بعض الأوضاع لأن تراكم السلبيات من شأنه ان يأتي على الايجابيات، فالاتحاد يحتاج اليوم الى كل أبنائه دون استثناء ولابد من تأمين الاستمرارية في التسيير والاشراف الفني، ولابد من بعث لجنة مختصة وقارة تسهر على الانتدابات، لكن قبل هذا وغيره لابد من ايجاد الموارد المالية اذ لا نجاح لاي أعمال بدون أموال. قضية الأموال تطرح مشكلة نوعية العلاقة بين اللاعب والفريق زمن الاحتراف هل تراها علاقة سليمة؟ أولا لا بد من التأكيد على أن ما تعيشه كرة القدم التونسية انحرافا وليس احترافا فالاحتراف الحقيقي هو حقوق وواجبات، اذ لابد للاعب أن يقوم بواجباته على أكمل وجه قبل أن يطالب بحقوقه لكن ما نراه اليوم هو ان اللاعب يحصل على حقوقه كاملة ويؤمن الضمانات لذلك قبل ان يبدأ واذا كانت له مجموعة من المناصرين فإنه يفرض شروطه حتى وان لم يعط شيئا الى الفريق، وهذا ما جعل العلاقة اليوم بين اللاعب والفريق علاقة أخذ دون عطاء ومن المؤسف جدا أن القوانين تحمي اللاعب ولا تراعي مصالح فريقه، وقد دفع العديد من المسيرين ضريبة غالية بسبب مواقف بعض اللاعبين الذين تحصلوا على الحقوق ولم يفكروا في القيام بالواجبات. وهو ما عاشه السيد فرج المدب في قضية طارق سالم حيث حكم على رئيس جمعية قدم الكثير وضحى بأوقاته وصحته وأمواله بالسجن. في حين أضاع البعض الآخر ممتلكاتهم. وكيف ترى الحل؟ أقترح التعامل بعقد شغل توضع فيه آجال الخلاص وتضمن للمنتفع حقوقه، ولا تعرض المسير إلى المسؤولية الجزائية. كيف ترى واقع كرتنا اليوم؟ واقع سيء من كل النواحي والدليل أن منتخبنا فشل في الترشح الى نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا كما فشل في مشاركاته في نهائيات كأس افريقيا للأمم في الدورات الثلاث الماضية. ولم تكلل مشاركات فرقنا في المسابقات القارية بالنجاح، بل أصبحنا نعيش وضعا مؤلما. فممثلينا في هذه المسابقات والذين كانوا لا يتغيبون عن الأدوار النهائية أو المتقدمة أصبحوا ينسحبون بصفة مبكرة جدا أمام فرق مغمورة. ولم نعد نسمع إلا نادرا بميلاد نجوم كروية شابة وساءت العلاقة بين المسيرين والأحباء وانعدمت الثقة بين النوادي والجامعة وكثر العنف بالملاعب. نحن مقبلون على انتخابات للمكتب الجامعي الجديد، هل من توصية للناجحين؟ ما أوصي به المكتب الجامعي الجديد هو الانكباب بجدية وعمق على معالجة ما تعانيه كرتنا من سلبيات وتحيين القوانين وإحاطتها بالشفافية والوضوح وإيجاد الحلول لتمويل النوادي ثم بالخصوص العدل في اتخاذ القرارات ومعاملة النوادي بنفس المنظار والابتعاد عن ظاهرة تمييز الفرق التقليدية الكبرى ومعالجة أزمة التحكيم الذي بات المعضلة التي يشتكي منها جل الفرق. هل تفكر يوما في الرجوع الى دفة التسيير؟ ما يعيشه الوضع الكروي اليوم يجعل الجميع ينفرون من تحمل المسؤولية بالاضافة الى أنني أعتبر نفسي قد قمت بواجبي نحو جمعيتي ولا بد من فسح المجال للغير، إلا أن ذلك لا يمنعني من البقاء الى جانب النادي مدعما له ماديا وأدبيا.