تتواصل الاستعدادات في قطاع غزة لاستقبال أكبر قافلة بحرية لكسر الحصار الإسرائيلي، خصوصا في ما يتعلق بتجهيز ميناء غزة البحري الذي تعرض لأضرار جسيمة جراء الاعتداءات الإسرائيلية. وأكد وزير الأشغال العامة في الحكومة الفلسطينية المقالة يوسف المنسي أن وزارته بدأت في المرحلة الثانية من صيانة وترميم ميناء غزة ليكون قادرا على استقبال سفن كسر الحصار، خصوصا قافلة «غزة الحرة» التي من المتوقع وصولها نهاية الشهر المقبل، لافتا إلى أن المرحلة الحالية تتعلق بعملية تعميق حوض الميناء ليكون قادرا على استقبال سفن متوسطة الحجم من خلال وضع عوامة تتمكن من رفع حفار ضخم ليقوم بهذه المهمة. استعدادات وقال المنسي: «كانت الوزارة انتهت في وقت سابق من صيانة وتبطين حواف الميناء، إذ أصبح أكثر قدرة على رسو مراكب الصيادين الفلسطينيين». وأضاف: «نأمل أن نتمكن من استكمال الجزء الأكبر من تعميق الحوض قبل وصول القافلة البحرية، حتى نتمكن من الاستمرار في عملية الترميم والتطوير». وذكر المنسي أن ترميم الميناء جزء أساسي لكسر الحصار البحري على قطاع غزة، إذ سيتمكن المتضامنون من كل العالم من الوصول إلى القطاع بصورة أفضل، معتبرا أن لا أحد يضمن عدم إقدام البحرية الإسرائيلية على القيام بأعمال عدائية ضد سفن كسر الحصار. وتعد «غزة الحرة» أكبر قافلة بحرية يجري الاستعداد لاستقبالها في غزة على قدم وساق، خصوصا وأن قرابة 20 دولة تشارك فيها منها تركيا وإيرلندا وإيطاليا وماليزيا وأندونيسيا، عبر مجموعة من الشخصيات السياسية البارزة وعلى متن 8 سفن ذات أحجام مختلفة، وفقا لرئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار النائب جمال الخضري. وقال الخضري: «تجرى الاستعدادات لتجهيز أضخم مسيرة استقبال بحرية للقافلة، حتى يتم الضغط على الاحتلال لمنعه من الاعتداء عليها من خلال الضغط الإعلامي المصاحب لذلك». وأضاف: أن «برنامجنا يشتمل على استقبال حافل للأسطول البحري القادم بمشاركة مختلف القوى والفعاليات الشعبية». وشدد على حق الشعب الفلسطيني في أن يكون له ممر بحري آمن إلى قطاع غزة من دون أي قرصنة من قبل البحرية الإسرائيلية، مؤكدا أن المشاركين على متن القافلة سيبقون في عرض البحر حتى يتم السماح لهم بالرسو في ميناء غزة. شخصيات مهمة من جانبه، أوضح رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية المنظمة للقافلة البحرية محمد كايا أن أكثر من 50 نائبا في برلمانات أوروبية سيحضرون على متن سفن الحصار المتوقع أن تحمل إحداها 1080 متضامنا، لافتا إلى أن مؤسسته ترعى عملية إعادة تأهيل ميناء غزة ليكون معدا لاستقبال سفن بحجم أكبر من سفن الصيادين الفلسطينيين التي ترسو خلال هذه المرحلة فيه. وقال: «لا يمكن لأحد منعنا من إيصال المساعدات التي تحملها هذه السفن إلى المحاصرين في قطاع غزة، ولن تعود هذه السفن إلا بعد أن تفرغ حمولتها وتشارك أهالي غزة معاناتهم». وكشف كايا أن سفن كسر الحصار تحمل على متنها أدوية ومستلزمات طبية وأدوات تحتاجها المستشفيات ومولدات كهربائية ومساعدات إغاثية، علاوة على احتياجات الإسكان مثل الاسمنت والأبواب والشبابيك وغيرها. وشدد كايا على أهمية وجود تضامن دولي لإرغام الاحتلال الإسرائيلي على عدم التعرض للسفن القادمة، باعتبارها لا تحمل أي مواد محظورة وهي قادمة لمساعدة شعب محاصر منذ عدة سنوات. ويذكر أن البحرية الإسرائيلية منعت في وقت سابق سفنا بحرية يقودها متضامنون عرب وأجانب من الرسو في ميناء غزة وأجبرتها على العودة من حيث انطلقت.