طالبت وثيقة صهيونية بتدويل «النزاع» الدائر بين دول منابع النيل السبع من جهة، ودولتي المصب مصر والسودان من جهة أخرى، زاعمة ان القاهرة تتجاهل «المطالب الشرعية» لدول المنابع. وأعد الوثيقة التي نشرتها أمس صحيفة «الوفد» المصرية - سفير اسرائيل الأسبق في القاهرة تسيفي مزائيل، ملوحا بأن مصر تحتكر مياه النيل وأن «حقوق» دول المنابع مهدرة بالكامل بسبب المواقف المصرية، حسب ادعائه. دعوة .. لاستعداء مصر وطالب السفير الصهيوني الأممالمتحدة والقوى الدولية الكبرى بالتدخل في «الأزمة» موجها «اللوم لمصر التي «سارت نحو حرب غير منطقية» مع دول المنابع بدلا من البحث عن حلول واقعية وعملية، على حد زعمه. واعتبر ان مصر تقف حاليا في مواجهة معضلة مائية كبرى مستبعدا ان ترسل جيشها الى دول المنابع من أجل تشديد المراقبة على كافة دول حوض النيل وإيقافها بالقوة اذا ما تطلب الأمر ذلك. وأضاف ان القاهرة مضطرة الآن للبحث عن حلول واقعية لمنع خفض كميات مياه النيل التي تحصل عليها بدون الدخول في مواجهة مع دول المنابع. وأشار الى أن دول حوض النيل على شفا حفرة من حرب ضروس بسبب رغبة كل طرف في الاستحواذ على القدر الأكبر من مياه النيل مستشهدا بتصريح الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس غالي الذي حذر فيه من خطورة النقص الحاد في مياه الشرب الذي ضرب - ولا يزال - عددا من دول العالم. وتتمثل نقطة الخلاف بين مصر والسودان من جهة وبقية دول حوض النيل من جهة ثانية في الاتفاق الموقع بين مصر وبريطانيا في 1929 ممثلة عن مستعمراتها الافريقية السابقة والقاضي بحق القاهرة في الاعتراض على المشروعات التي تقام اعالي النهر والتي بامكانها التأثير على حصتها في المياه. وترى دول المنابع في الاتفاقية «هضما» لحقوقها وتطالب بتقسيم «اكثر عدلا» لمياه النهر. إسرائيل .. رأس الأفعى في المقابل .. جدد محللون واستراتيجيون مصريون اتهامهم لاسرائيل بتحريك ملف النيل قصد زعزعة الأمن القومي المصري والعبث بمقدرات البلاد. وقالت هالة عصام الدين الباحثة في معهد الدراسات الافريقية ان اسرائيل تحاول ان تصل بالأمر الى حد العداء والمشاحنات بين هذه الدول مشيرة الى أن تل أبيب تتواجد بكثافة في القارة الافريقية وتطرح مشروعات تسيل لعاب الدول الافريقية الفقيرة. وكشفت ان إسرائيل تسعى الى الخروج بمياه النيل عن الحوض بغية ري صحراء النقب بمباركة دول مثل أثيوبيا وأوغندا بالتوازي مع عزل مصر عن مجموعة دول حوض النيل وتفتيت السودان الى «دويلات» متناحرة.