القاهرة القدسالمحتلة (وكالات) اتهمت الصحافة المصرية أمس كيان الاحتلال الاسرائيلي بإعلان الحرب الاقتصادية على مصر من خلال سعيها الى تحريض دول منابع النيل على مصر. ورأت الصحف أن «اسرائيل» هي من دفعت تلك الدول الى مضاعفة شروطها حول تقاسم مياه النيل وتعطيل التوصل الى اتفاق بين دول حوض النيل وفي هذا الاطار أيضا قالت صحيفة «يديعوت آحرونوت» العبرية ان وزارة الخارجية المصرية تلقت معلومات تفيد بأن شركات اسرائيلية وافقت على تمويل خمسة سدود في تنزانيا ورواندا. وأشارت الصحيفة الى أنه يجري تشييد هذه السدود دون موافقة مصر وبالتالي ستؤثر على تدفق مياه النيل على حساب مصر. وقالت الصحيفة العبرية إنه من دون التوصل الى اتفاق بين دول الحوض ستحدث أزمة اقتصادية ضخمة في المنطقة. موضحة أن مسألة توزيع المياه في الانهار الافريقية سببت الكثير من التوتر بين مصر والسودان من جهة وبقية دول حوض النيل بقيادة أثيوبيا من جهة أخرى. وأشارت «يديعوت أحرونوت» الى أن التوتر زاد بين هذه البلدان بعد فشل وزراء الري بها في التوصل الى اتفاق خلال مؤتمر شرم الشيخ قبل أسبوعين حيث طالبت مصر والسودان بأن تأخذ دول الحوض في الاعتبار حقها التاريخي في مياه النيل في حين اعترضت كل من كينيا وبورندي وتنزانيا وأوغندا والكونغو على اعادة صياغة الاتفاقات الاصلية التي وقعت في القرن الماضي. وكان خبراء المياه المصريون حذروا في سبتمبر الماضي من أن شروع كيان الاحتلال الصهيوني في تمويل انشاء خمسة سدود على نهر النيل سيؤثر سلبا على حصة مصر السنوية من مياه النيل مؤكدين أن الصهاينة قد وجهوا ثقلهم هذه المرة باتجاه هدف حيوي يمثل شريان الحياة لمصر والسودان وللتذكير فقد انطلق تنفيذ مشروع السدود الخمسة في كل من تنزانيا ورواندا اثر زيارة وزير الخارجية الصهيوني المتطرف آفيغدور ليبرمان في مستهل شهر سبتمبر 2009 الى معظم دول حوض النيل. ويرى الخبراء أن مصر هي الخاسر الأكبر من اقامة هذه السدود فهي تحصل على الحصة الأكبر المقدرة ب 55 مليار ونصف المليار متر مكعب من مياه النيل سنويا بناء على اتفاقية سنة 1959 وتليها السودان التي تحصل على 18 مليار ونصف المليار متر مكعب.