علمت «الشروق» أن رجل الأعمال المصري، نجيب سيواريس صاحب مؤسسة «أوراسكوم تيليكوم هولدنغ» يبحث مسألة التفريط في نصيبه من رأس مال أربعة مؤسسات هاتف جوال في إفريقيا إلى مجمع «م. ت. م» جنوب الإفريقي وأن مؤسسة «تونيزيانا» التي يملك نصف رأس مالها معنية بهذه الصفقة الضخمة. ويأتي هذا الإجراء المفاجئ في ظل الحديث منذ عدة أشهر عن قرب طرح أسهم تونيزيانا في بورصة تونس، وعن تحقيقها أرباحا مالية طائلة مما يجعلها أحد أكثر المؤسسات التونسية نجاحا. وكانت مؤسسة أوراسكوم المتخصصة في شبكات الهاتف الجوال قد امتلكت 50 بالمائة من رأس مال تونيزيانا، ضمن خططها للتوسع التجاري والتي قادتها إلى امتلاك نسب هامة من رؤوس أموال مؤسسات مماثلة من كوريا الجنوبية شرقا إلى «دجزي» في الجزائر مرورا بعدة مؤسسات هاتف جوال في إفريقيا. وتعد تونيزيانا أحد أكثر شركات أوراسكوم نجاحا وربحا برقم معاملات بلغ في 2008 حوالي 865 مليون دينار مع نسبة نمو تبلغ 11,6 بالمائة ونسبة نمو في عدد الحرفاء تجاوزت 22 بالمائة. وتشغل تونيزيانا 1500 إطار بالإضافة إلى شبكة ضخمة من الشركاء والممثلين التجاريين. وفي الأشهر الأخيرة، ظهر الحديث عن تكوين فريق عمل في صلب تونيزيانا لدراسة ملف إدماجها في البورصة التونسية، دون أن يصدر بلاغ رسمي عن المؤسسة. غير أن العديد من المصادر كانت تتحدث عن طرح نسبة تتراوح بين 15 و30 بالمائة من رأس مال المؤسسة في البورصة. كما ظهرت برامج للحصول على تراخيص أخرى تخص الجيل الثالث من الهاتف الجوال وخدمات الانترنيت وشبكات المعلومات. وفي ظل هذا التفاؤل بالمستقبل في المؤسسة، ظهرت معلومات من الجزائر عن مفاوضات بين أوراسكوم والمؤسسة جنوب الإفريقية «MTM» « المتخصصة في شبكات الهاتف الجوال لبيع مؤسسة «دجزي» التي تملكها أوراسكوم. وبعد فترة غموض، سارعت رويترز إلى نقل معلومات عن مصادر رسمية جزائرية حول الصفقة تؤكد فيها صحة الصفقة، وبلغ أحد المصادر حد القول إن السلطات الجزائرية تنظر بعين الرضا إلى نقل الملكية من أوراسكوم إلى المؤسسة جنوب الإفريقية. ومن المعروف أن أوراسكوم تعاني من مشاكل قانونية مع السلطات الجزائرية انتهت بمنعها من إخراج أرباح الأسهم من الجزائر. ونقلت رويترز عن مصادر مالية عالمية أن المؤسسة جنوب الإفريقية بصدد البحث عن تمويلات ضخمة تناهز 5 مليارات دولار لتمويل شراء «دجزي». وانطلاقا من الجزائر، حيث تجري المفاوضات حول انتقال الملكية، تبين أن الصفقة قد تضم أيضا تونيزيانا، وأن أوراسكوم ترغب في التفريط في نصيبها من رؤوس أموال الشركات التي تساهم فيها في إفريقيا. ومرة أخرى تنقل رويترز عن مصادر مطلعة تفيد أن المؤسسة جنوب الإفريقية بصدد البحث على تمويلات تبلغ 10 مليارات دولار لشراء كل حصص أوراسكوم ومنها تونيزيانا. وتضيف هذه المصادر أن الشركة لا تفكر في الاستثمار في هذه الدول، بل في بيع الأسهم التي سوف تشتريها من أوراسكوم بحثا عن فارق الربح. وفي الأثناء، لم يصدر عن رجل الأعمال المصري الشهير نجيب سيواريس أية تصريحات حول مستقبل مساهماته في شركات الهاتف الجوال عبر أوراسكوم. أما في تونس فإن الخبراء الماليين والقانونيين يؤكدون أن أية صفقة من هذا النوع يجب أن تمر حتما عبر أجهزة الدولة التونسية وتراعى فيها مصالح جميع المساهمين. كما يؤكد مصدر تونسي مطلع أن مثل هذه الصفقة لا تمثل أي خطر على تونيزيانا التي تعد صرحا تجاريا ضخما ومستقرا وأن انتقال ملكيتها في حد ذاتها أو بعض من أسهمها لن يؤثر عليها أبدا. كما أن إدماج جزء من رأس مال تونيزيانا في البورصة سوف يمر بالضرورة عبر هيئة السوق المالية في تونس ويتطلب موافقة عدة مؤسسات مالية وإدارية رسمية.