بين رفوف الكتب جلسوا يتصفحون العناوين، ينفضون من فوقها غبار يخالون انه علق بها منذ حين يرصفونها ثم يعاودون ترصيفها علّها تجلب عشّاق الكتب الذين جابوا تلك الأروقة ذهابا وإيابا يمتّعون النظر من بعيد وكأنهم يبحثون عن عنوان مفقود لم تفلح تلك الرفوف التي غصّت بالكتب في توفيره غير ان تلك الروايات استطاعت ان تغازلهم من بعيد وأن تستحوذ على عقولهم وجيوبهم مع بعض الكتب التي تهم الأطفال... هكذا كانت الأجواء في اليوم الثالث من معرض تونس الدولي للكتاب بالكرم. «الشروق» زارت المكان وحول أكثر الكتب بيعا ونسبة الإقبال على الشراء كان لنا لقاء مع بعض التجّار الذين أجمعوا على ان المعرض يشهد ركودا في بداية الأسبوع في انتظار انتعاشة نهاية الأسبوع. الروايات وكتب الأطفال كان جالسا في أحد أركان ذاك الجناح يقلّب صفحات أحد الكتب ثم ينتقل الى آخر يتصفّح عنوانه ثم يغوص في قراءة بعض أسطره... قاطعنا جلسته مع أنيسه، هو أحد العارضين اللبنانيين السيد فادي عبّود تحدّث عن أجواء المعرض في أيامه الأولى «مافيش شغل» كان من المفروض ان ترتفع نسبة المبيعات أيام السبت والأحد لكن للأسف هذا لم يحصل بالرغم من ان الأسعار في المتناول... الشعب يهتم بالأكل والأنترنات وليس بالكتاب.. أما عن أكثر الكتب بيعا يقول السيد عبود إن الروايات وكتب الأطفال هي الأكثر إقبالا من غيرها الى جانب قصائد نزار وديوان المتنبي وهناك بعض الناس يضيف عبّود يسألون عن كتب الأبراج وتفسير الأحلام . ونفس الشيء أكده لنا السيد ثامر من سوريا وأوضح ان نسبة المبيعات ترتفع أيام العطل. والى جانب الروايات يقول ان معظم الزبائن يقبلون على شراء الكتب الدينية وخاصة التاريخية وتلك التي تروي الأساطير. ركود عالمي كان يجوب بنظراته أروقة المعرض جالسا الى كرسيه شارد الذهن يتصفح تلك العناوين المتصدّرة أمامه باحثا عن زبون يشتري احدها. السيد محمد عبد الناصر من سوريا (عارض) تحدّث عن الركود الذي يشهده المعرض مضيفا ان ذلك ليس حكرا على تونس فقط وإنما هو ركود عالمي. وحول العناوين الأكثر رواجا في المعرض يقول السيد محمد: العناوين الجديدة وخاصة الروايات هي التي يطلبها زوّار المعرض وعشّاق المطالعة الذين يفهمون قيمة الكتاب ويعرفون انه خير أنيس.. الرواية بدأت تستعيد مكانتها وفي الجناح الليبي التقينا بمدير مجلة «الثقافة العربية» السيد جابر نور سلطان الذي أكد لنا ان الرواية بدأت تستعيد مكانتها بشكل كبير وهو ما أسست له الفضائيات اليوم من خلال القص... حتى أن المعرض استضاف الروائية أحلام مستغانمي والروائي يوسف زيدان. أما السيد خالد سالم (ليبيا) يقول ان كتب الجذور التاريخية التي تتحدث بالخصوص عن الجذور التاريخية لسكان المغرب العربي هي الأكثر رواجا في المعرض. الكتب العلمية قابعة في مكانها كان يفسّر لإحدى السيدات كيف يمكن ان يعود ذاك الكتاب بالإفادة على طفلها بينما كانت تحمل هي بين يديها كتابا للطبخ. العارض إسلام رفاعي من مصر صرّح أن أكثر الكتب بيعا هي كتب الأطفال والطبخ في حين أن العناوين المتخصصة في علم النفس والقانون مازالت قابعة في مكانها». السيد إسلام يقول إنه تعوّد في كل دورة من معرض الكتاب على هذا الركود وأن الزبائن لا يقبلون الا على الكتب التي يحتاجونها». ورغم ان المعرض يعاني من بعض الركود في أيامه الأولى إلا ان بعض العارضين أكدوا ان المعاهد والجامعات وأصحاب المكاتب هم الذين ساهموا بشكل كبير في تحقيق بعض الانتعاشة على مستوى المبيعات من خلال توخّي عملية الشراء بالجملة. هكذا إذن يعيش معرض تونس الدولي للكتاب في أيامه الأولى في انتظار انتعاشة نهاية الأسبوع على حد تعبير تجّار الكتب.