بعد قرابة السنة من الانقطاع عادت مجالس منزل عبد الرحمان بجهة بنزرت الى سالف نشاطها الثقافي حيث خصصت أولى هذه المواعيد المبرمجة الموسم الجاري المنعقدة عشية السبت المنقضي لتقديم لمسة وفاء للشاعر الراحل : «محجوب العياري» وقد توزعت مختلف فعاليات اللقاء على جملة من شهادات أصدقاء الفقيد وذلك في لحظات من ذكريات خاطفة جمعتهم بهذا المبدع التونسي. كما تم بهذه المناسبة تسليط الضوء على طابع الطرافة في مستوى كتاباته عموما. وبعد وقوف الحضور دقيقة صمت ترحما على روح الشاعر الراحل أوضح الدكتور : «محمود الماجري» لدى افتتاحه أشغال هذه التظاهرة وعلى هامش استعراض .. لقطات من آخر استضافة لمحجوب العياري بمدينة منزل عبد الرحمان بأنه الآن بيننا عبر هذه الصور الحية». مضيفا في ذات الصدد بأنه كإنسان كان مقبلا على الحياة في مختلف اوجهها ولا يخاف ولا يأبه شيئا حتى الموت ذاته .. مبدع تستفزه الحياة !! أولى الشهادات كانت بامضاء الشاعر والمثقف بشير المشرقي «الذي أكد أن «محجوب العياري» دون منازع يعد من كبار مبدعي ولاية بنزرت ومثل منجزه اضافة حقيقية في مستوى الشعر التونسي الحديث» .. وهو كإنسان مثل الرجل الصادق والوفي في علاقته بالآخر عامة .. واصفا في ذات الإطار بأنه كمبدع تستفزه الحياة التي استمد منها مادة شكلت بدورها محورا لابداعاته الشعرية وظفر من ثمة بمكانة مرموقة في دنيا الشعر .. وأضاف في ذات الشهادة أن هذه الأشعار كانت كذلك متوهجة كالحياة وعميقة كالمأساة ومتوقدة كالوعي !! حماقات الموت في مداخلات كانت وجيزة توقف على التوالي كل من الشاعرين : «البشير الدريدي» و «عبد الله مالك القاسمي» و القاص : «صالح الدمس» عند عدد من المحطات التي جمعتهم بالراحل وبقيت عالقة بالبال .. وقد استندوا في هذه الشهادات على بعض مما كتب الشاعر : «محجوب العياري» طوال مسيرته الإبداعية على غرار مؤلف : «تداعيات الليلة الأخيرة قبل الرحيل» .. هذا علاوة على تسليط أضواء على مجموعة من القصائد : ك «حماقات الموت وحماقات أخرى» و «وهم» حيث يعتقد البعض ان هذا الشاعر قد كشف من خلالها على موقفه من الحياة والموت الذي كان يستشعر قدومه .. فيما أثار البعض من ضيوف المجلس مسألة تفرد الإلقاء والكلمة التي يلجأ إليها هذا المبدع في بيان طرافة المواضيع المعالجة بين السطور. كلمة وبعد ... ختام هذا اللقاء كان باستعراض آخر ما خط الراحل أواخر أفريل 2007 حين نزل كأحد الضيوف بذات الفضاء .. حيث أبرز في تعقيبه الدكتور : «محمود الماجري» وتحت عنوان : «محجوب عن أنظارنا ذلك العياري» أن هذه الكلمة كانت بما حملت من معنى طريفة للغاية على اعتبار ان الراحل قد استعرض بصفة مجملة وسريعة علاقاته بالمدينة وبالأصدقاء هناك ولا سيما بالشيخ عزوز «الأب الروحي» له ان صح الوصف والذي قال عنه أنه : «يعانق الشمس قبلي» وذلك في كلام جاء في مقدمته أن «الكلام على الكلام صعب .. في سطور ... ولد «محجوب العياري» في هنشير عيشون بماطر ببنزرت في 13/8/1961 و تحصل على شهادة الأستاذية في التوثيق وعلوم المكتبات ... وحائز على الجائزة التقديرية الأولى للإبداع الثقافي عام 1994.. وقد صدر له : «تداعيات في الليلة الأخيرة قبل الرحيل» و «حالات شتى لمدينة» .. كما ترجمت له قصائد مختارة الى اللغة الفرنسية .. هذا وتجدر الإشارة الى أن شقيقه «فريد» واكب عن كثب مختلف فعاليات هذا اللقاء ..