جوزي مورينهو فيلسوف الكرة في العصر الحديث، تحدّى غوارديولا وميسي وتشافي وأعلنها صراحة أمام الجميع أنه سيطيح بالفريق الاكثر إمتاعا في العالم بالطريقة الاكثر مللا في اللعب ولكل طريقته وفلسفته الخاصة ورؤية للمباريات وطريقة التعامل معها... شاهدنا مساء أول أمس مباراة في كرة القدم لكن بتكتيك كرة اليد، حيث أفشل دفاع المنطقة الذي هندسه مورينهو بنجاح كل محاولات برشلونة وبقي ميسي وزملاؤه يدورون في حلقة مفرغة دون الدخول الى منطقة الجزاء وقلنا لوهلة إن مورينهو تتلمذ على أيدي أشهر مدربي كرة اليد في العالم لأن تمركز مدافعي الانتر أخذ شكل نصف دائرة غلقت كل الزوايا وحجبت كل ما يمكن أن يمر الى الحارس جوليو سيراز، من تشيفو على اليسار الى مايكون على اليمين تمركز تسعة مدافعين من بينهم إيتو... وكان النجاح الوحيد عندما اقتحم بيكي هذه المنطقة في مناسبة وحيدة وأمضى على الهدف الوحيد. دهاء الفيلسوف مورينهو لا يعلم الكثير عن كرة اليد، لكنه يعرف برشلونة، منذ أن كان مترجما لبوبي روبسن في أواخر التسعينات، فأيقن بفضل دهائه أن برشلونة لا يجد الكثير من الحلول أمام فريق يغلق المنافذ ودليل وحيد يؤشر على هذا هو أن غوارديولا لعب ورقة غابريال ميليتو على الجهة اليسرى لايقاف دوغلاس مايكون، في حين أن مورينهو أجبر مدافعه على عدم التقدم فكان أن خسر غوارديولا لاعبا في محاصرة فردية لا طائل منها لمايكون لذلك سارع بتبديله في الشوط... فرحة هيسترية انتابت مورينهو عند نهاية المباراة ليرفع يديه الى السماء مشيرا بإصبع السبابة أن هناك مدربا واحدا في العالم يستطيع أن يطيح ببرشلونة هو مورينهو وقد سبق له أن فعل ذلك مع تشيلسي وتفوق على برشلونة مرتين في موسم واحد... إذن هزم مورينهو الكتالونيين حتى قبل لعب الكرة عندما رفض التدرب على ملعب النيوكامب وقال إنه سيفوز على برشلونة إيابا وتلك الضحكة الاستفزازية عند إقصاء تياغوموتا وبقي صامدا تسعين دقيقة... من ميلانو الى مدريد الفرحة اشتعلت في برشلونة في صفوف جماهير الإنتر وقد تغيرت الجغرافيا لتكون ميلانو أقرب الى مدريد من برشلونة وتنتقل الافراح الى قطب مدينة ميلانو، حيث سترى جماهير النيرادزوري فريقها مجددا في النهائي بعد أن نجح في إحراز اللقب القاري آخر مرة في 1965 لتكون المسافة بين الفرحتين 45 سنة كاملة... من ميلانو الى مدريد تبدو الصورة متشابهة لأن جماهير الريال ستكون الاكثر سعادة لأنها تجنبت الاحساس بالقهر الذي ينتابهم وهم يشاهدون غريمهم التقليدي يلعب النهائي في عرين النادي الملكي وقد يتوّجون باللقب. محمد الهمامي الجمهور التونسي: درس لكل مدربينا.. الجمهور التونسي سئم كثيرا من خور كرتنا لذلك يجد متنفسا كل اربعاء في مسابقة دوري أبطال اوروبا ويتمتع بمشاعدة تكتيك عال وشخصية قوية مثل مورينهو تصنع الحدث بعيدا عن التصريحات الديبلوماسية «اللطيفة» للمدربين التونسيين الذين يخافون حتى من مجرد تحدي المنافس. «الشروق» حاولت الحصول على بعض الانطباعات حول شخصية «مورينهو» من قبل الجمهور وسألنا في نفس الوقت عن غياب مدرب تونسي بمثل هذه الصفات. مروان الغزال: مدرب فريد من نوعه بالنسبة لي يتمتع هذا المدرب بصفات خاصة على بقية المدربين وجعلته يكسب التحدي امام منافسه بفضل تلك الحركات «الاستفزازية» التي تؤثر في الخصم وتساعده في تجهيز تكتيك ناجح، اما في تونس فنفتقد لمثل هؤلاء وحتى البنزرتي عادة ما يخرج عن الإطار كثيرا وتعرض لانتقادات نتيجة تميّزه. وليد الولهازي: المدرب التونسي لا يفكر الا في المال مورينهو مدرب واثق من نفسه كثيرا ويعرف ماذا يفعل على أرضية الميدان وقبل المباراة وقد صنع شهرته بفضل نجاحه التكتيكي وحركاته الطريفة... أما المدرب التونسي فلا يفكّر في صنع اسم يميّزه عن الآخرين ويبحث فقط عن المال. مصدق الدخلي: مورينهو عالمي وبن شيخة في البال مورينهو مدرب كبير وعالمي وما فعله في مواجهة برشلونة يؤكد انه يعرف ماذا يفعل فمن المهم ان يملك المدرب شخصية قوية حتى يحبط منافسيه، اما تونس فتفتقد الى مثل هؤلاء وربما يبقى بن شيخة المثال الوحيد الذي يشبه مورينهو. عمر بن منصور: فلسفة خاصة والمدرب التونسي قليل الكفاءة ما يميّز مورينهو أنه مدرب يملك فلسفة خاصة ورؤية معيّنة للتدريب وهذا ما يميّزه عن بقية المدربين في العالم وتلك طريقة من طرق النجاح.. أما المدرب التونسي فهو يفتقد للكفاءة ولا يؤمن بمثل هذه الأمور التي تساعده على التفوّق على خصمه حتى قبل اللعب.