تعبئة الشيء وتغطيته، وتغليفه تعني تعليبه. والتعليب شائع ومربح ومطلوب. وتبقى اللعبة في العلبة، والحكمة في إحكام التغليف وترتيبه وتزويقه وتشكيله، وتوصيفه بكامل الاوصاف حتى أنك إذا قرأت ما عليه مما هو مكتوب خلت أن ما بداخله من ثمار الجنة ومن منتوج الملائكة. وفيه غذاء وشفاء للناس أجمعين وكذلك للحيوانات وللدواجن جمعاء، من «جريان الجوف» الى تربية اللحمة وأضعاف الشحمة، وفيه ما يطيّب الاحلام وفيه ما يقوّي العظام، وفيه كل شيء بالكيل والميزان قطرة قطرة، وذرّة ذرّة. أما اذا «حلّينا الصرة» ووجدنا الخيط واتبعناه بحثا عن هذا «المزيّن من برّة» كيف حاله من الداخل؟ فأكيد أن المطاف سينتهي بنا عند «قطّوس في شكارة» من البلاستيك الصحي طبعا بشهادة فرق المراقبة الصحية وفرق مراقبة الجودة وفرق من كل فرقة مختصة في ضرب «القطاطس» لتخويف العرائس وحتى لا يبدو كلامي هذا معلبا ومزدانا من الخارج وحزينا من الداخل، أو قطّا في كيس تعيس أنصحكم بإعادة وزن الموزون من المعلبات بصناديقها وحققها وأكياسها ستجدون فيها الزائد، وفيها الناقص. وستتأكدون من أن الكثيرين من أهل التعليب يتعاملون مع المستهلك من البشر كان أم من الحيوان أم من الدواجن بالزائد والناقص. حدثني مصدر مسؤول بديوان تربية الماشية وتوفير المرعى عن النقص الفادح في ميزان أكياس العلف التي تباع على أساس أنها 50 كيلوغراما في بعض الاماكن. وحدثته عن عديد المعلبات الاخرى المنخرطة في هذه الموازين التي «يزوّك منها البقر» الذي لا تسمعه منظمة الدفاع عن المستهلك والذي يتعامل معه أكثر من طرف بالزائد والناقص. أما أنا فقناعتي في أن «بسكولة» بلا طابع «تبَسْكل» حتى الرضّع من أيتام الحمير.