سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مذكرات سياسي في «الشروق»: الأستاذ أحمد بن صالح وأسرار وخفايا تكشف لأول مرّة (253): مشاركة الفلسطينيين في اجتماعات الاشتراكية الأممية.. معاناة متواصلة..
حوار وإعداد: فاطمة بن عبد الله الكرّاي اعتبر «سي أحمد» بن صالح أن وجود «ويلي برانت» رئيس الاشتراكية الأممية، في اللقاء الحدث الذي تمّ في العاصمة النمساوية فيينا، حيث استقبل عرفات من قبل المستشار النمساوي «كرايسكي» بحضور «ويلي برانت» وكان كلّ الحدث في ذاك اللقاء.. يقول «سي أحمد» بن صالح مواصلا سرده لقصّة مباشرة الاشتراكية الأممية للقضية الفلسطينية: «أصبح الفلسطينيون، يحضرون الجلسات.. جلسات الاشتراكية الأممية نظريا وليس كمشاركين.. لأن الأحداث تطوّرت بسرعة، وكانت قضية حرب العراق على الكويت، في 1990، وفي تلك الظروف، قد أزّمت الموقف.. فقد زار «ياسر عرفات» صدّام حسين، في بغداد، ونظرا للمواقف المسيطرة ضدّ تدخل العراق في الكويت فقد استعملت زيارة عرفات إلى بغداد، ضدّ حضور الاخوة الفلسطينيين في اجتماعات الاشتراكية الأممية.. ومع الأسف عشت أربع أزمات من هذا النوّع.. ففي اجتماع أول في القاهرة لمجلس الاشتراكية الأممية برئاسة بطرس غالي، لم يُسمح للوفد الفلسطيني الذي كان من ضمنه، فيصل الحسيني رئيس بلدية القدس وبسام الشكعة الذي أصيب في أحد الغارات الاسرائيلية.. لم يدخل الفلسطينيان إلى قاعة الاجتماعات، رغم تدخلي لدى بطرس غالي الذي اعتذر لأن «قيادات ما» (...) في الاشتراكية الأممية رأت ذلك».. أي عدم تمكين الحسيني والشكعة من دخول قاعة الاجتماع.. و«تكرر الأمر في مرّة ثانية، وكان ذلك في اجتماع مجلس الاشتراكية الأممية المنعقد في اسطمبول بتركيا، وكان د. نبيل شعث هو الذي يرأس الوفد الفلسطيني إلى هذا الاجتماع.. وكان عدد من الأحزاب العربية الحاضرة في هذا الاجتماع حيث تمّت دعوتها إليه.. من تونس وسوريا والأردن (عبر شخصية الأمير حسن بن طلال).. وما راعنا، إلا أن وقعت نفس الأزمة، إذ لم يُسمح للوفد الفلسطيني بحضور جلسة لجنة الشرق الأوسط، والتي سبق التآمها اجتماع المجلس الموسّع.. ومرّة أخرى قمت بالاحتجاج لدى رئيس لجنة الشرق الأوسط، ولم يلبث أن تقرّر اجتماع خاص بين الفلسطينيين والاسرائيليين، بحضور من أراد من المدعوّين للاجتماع.. اجتماع المجلس الموسّع.. وكان الأمر كذلك، ودون نتيجة تذكر.. لكن من الغد، وعند افتتاح الاجتماع الرسمي لمجلس الاشتراكية الأممية مُنع الوفد الفلسطيني من الدخول، وكان يقوده د. نبيل شعث.. أمام هذا الوضع يواصل سي أحمد اغتنمت فرصة الوقت اللازم والضروري الذي يتطلبه ترتيب الجلسة، واتجهت إلى رئيس الاجتماع، وكان المسؤول الأول للحزب الاشتراكي التركي.. شخصية لطيفة وهو ابن «إنونو INONU » الرئيس الثاني لتركيا بعد كمال أتاتورك.. وقد اعتلى في مدة زمنية معينة من حياة تركيا، منصب رئيس الحكومة التركية، إذن خاطبته في الموضوع، وقلت له «كيف لا يتمكّن الوفد الفلسطيني من الدخول إلى قاعة الاجتماع».. الحقيقة، استجاب رئيس الحزب الاشتراكي التركي بسرعة، وأعطى دعوات شخصية (اسمية) للوفد الفلسطيني.. وهكذا حضر الأخوة الفلسطينيون الاجتماع في اسطمبول واستطاعوا أن يبلّغوا آمالهم وآلامهم.. وعن المرّة الأخرى، التي كان ل«سي أحمد» دور مهمّ، في تمكين الوفد الفلسطيني، إلى أحد اجتماعات الاشتراكية الأممية، كان ذلك في السويد، وتحديدا في العاصمة «ستوكهولم».. ولكن منع الوفد الفلسطيني هذه المرّة، رافقته قصّة أخرى.. سنقف على تفاصيلها إن شاء اللّه في الحلقة القادمة..