حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي تونس (الشروق): لم تكن مهمة الفلسطينيين يسيرة في التعريف بقضيتهم أمام منتديات دولية مثل الاشتراكية الاممية... فقد عرفت قضية فلسطين انحباسا لا مثيل له وحصارا استثنائيا في تلك الفترة... يقول «سي أحمد» بن صالح انه حاول ما استطاع «مساعدة الاخوة الفلسطينيين من التعبير على آرائهم وحضور فعاليات مؤسسات دولية مؤثرة، ومن بينها الاشتراكية الأممية... وهذا ما قمت به بأشكال وصفات مختلفة، فبالاضافة الى القاهرة و«ستوكهولم» (عاصمة السويد) واسطمبول (كبرى المدن التركية) أين انعقدت اجتماعات للاشتراكية الأممية، حدث وأن تقدم الرئيس المصري بمبادرة «النقاط العشر»، ولما بلغتنا في الاشتراكية الأممية، قررنا دراستها، فكان أن وجّهت هذه المؤسسة «شيمون بيريز» (عن الجانب الاسرائيلي) وخالد الحسن (قيادي فلسطيني في فتح) جاء يمثّل الجانب الفلسطيني... الاجتماع تم في مستوى مجلس الاشتراكية الأممية ووقع في جنيف بسويسرا... اتفقنا أن يأتي بيريز وخالد الحسن، ولأوّل مرة سوف يقع جمع بين الطرفين في صلب الاشتراكية الأممية... فقد بُسطت خطّة «العشر نقاط» عن طريق الاشتراكية الأممية، ولكني لم أكن شخصيا أعرف موقف الأخوة الفلسطينيين من هذه الخطة. كنت هنا في تونس، فطلبت من السيدة نوال بن صالح زوجة أخي الأكبر، حفظها الله، وقلت لها هل يمكن أن تبلّغي المسؤولين الفلسطينيين أن يعطوني وجهة نظرهم من اقتراح رئيس جمهورية مصر... أ ي «النقاط العشر»... وفعلا بعثوا لي «أبو مازن» (رئيس السلطة الفلسطينية الآن)، وفعلا، أعطاني السيد محمود عبّاس، وثيقة فيها موقف منظمة التحرير الفلسطينية... ذهبنا الى جنيف، أين سيقع الاجتماع، وحضرنا السجال بين «الحسن» و«بيريز»... وكان خالد الحسن (أبو السعيد) رائعا... له موقف واضح ورؤية مستقبلية ترتكز على العدل والسلم... أما «شيمون بيريز» فقد كانت كلماته غامضة... وعامة... المهم، تكوّنت لدينا نظرة، في الاشتراكية الأممية، حتى يكون لنا موقف داخل هذه الهيئة، وكان لنا ذلك، صوب هذه المسألة المطروحة». وهنا كشف «سي أحمد» النقاب، عن أن محتوى البرنامج، برنامج الاجتماع، كان يتضمّن بندا، يهمّ تعويض وليد جنبلاط، الذي كان عضوا في هيئات الاشتراكية الأممية.. لكن حصل وأن جاءنا خبر مفاده أن رئيس لبنان (رينيه معوّض) تمّ اغتياله.. أذكر أنني تدخلت في الجلسة، وقتها، وطلبت من فيلي برانت أن يتأجل الموضوع.. موضوع تعويض وليد جنبلاط وخروجه من الهيئة الاشتراكية الأممية وقلت له: لنتركها إلى مجلس مقبل».. وهنا وانطلاقا من هذه القصص، استذكر «سي أحمد» ما كان يقوم به، في موضوع فلسطين (قضية الشرق الأوسط الأولى) فقال: «كانت أكثر تدخلاتي هي موضوع فلسطين وقضية إعادة النظر في ميثاق الأممالمتحدة.. فهذا الموضوع الأخير، بخصوص الأممالمتحدة وضرورة إعادة النظر فيه، كنت أرى أنه لا بدّ من التدخل فيه.. وذلك منذ كان «داغ هامرسولد» أمينا عاما للأمم المتحدة.. حيث تكونت «لجنة جاكسون» Jackson Commission. الكاتب العام في هذه اللجنة من أجل إعادة النظر في الميثاق.. كان ذلك عام 1962.. وفي الاشتراكية الأممية لاقتراح تجديد ميثاق الأممالمتحدة.. كان ذلك منذ عهد هامرسولد، على رأس الأمانة العامة للأمم المتحدة.. أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فقد كان موقفي ثابتا ونابعا من القرار الأممي، ويقصد قرار التقسيم 181.. وإلى حلقة قادمة إن شاء اللّه..