سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مذكرات سياسي في «الشروق»: الأستاذ أحمد بن صالح وأسرار وخفايا تكشف لأول مرة (254): الوفد الفلسطيني يمنع من جلسة الاشتراكية الأممية ووزير خارجية السويد ينقذ الموقف
حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي في الحقيقة كان الأمر، تحت إلحاح مني، حتى يكشف لنا «سي أحمد» بن صالح عبر هذه الأعمدة ما كان خافيا عن الجميع. فقد كان له دور ميّسر في القضية الفلسطينية من أجل إدراج ملفاتها أمام منتديات وأطراف، دوليا مؤثرة و«الاشتراكية الأممية» واحدة منها بل لعلها أهمّها.. بعد القاهرةواسطنبول، وقبلهما سويسرا. عندما يسرّ «سي أحمد» أمر مناقشة النقاط العشر بحضور ومشاركة فلسطينية (سوف نأتي على تفاصيلها وخفاياها لاحقا)، إذن يأتي الآن دور استوكهولم ومرة أخرى تقف عقبة كأداء أمام الوفد الفلسطيني، لكي يدخل قاعة الاجتماعات للاشتراكية الأممية. فإلى هذه القصة التي لا يمكن أن يفهم منها سوى أن الرجل حريص على وضع القضية الفلسطينية في مدار العالمية، لأنّ الظرفية التي رافقت هذه الأحداث ورافقت القضية منذ السبعينات خصوصا لم تكن مواتية لولوج أصحاب القضية منتديات دولية.. يقول «سي أحمد» بن صالح: «إن العقبات كانت كأداء فعلا وكانت أزمة ستوكهولم ربما آخر الأزمات عند اجتماع لجنة الشرق الأوسط التابعة للاشتراكية الأممية في العاصمة السويدية. عندما وصلت الى الاجتماع رأيت نفس المشهد، الذي رأيته في القاهرة وفي تركيا (اسطنبول).. وكان الوفد الفلسطيني برئاسة د. نبيل شعث ولم يسمح لهم بدخول قاعة الاجتماع فجاءني أحد الاخوة السويديين وأخذني جانبا وقال لي «إن ستان اندرسون Sten Andesrson» وهو الأمين العام للحزب الاشتراكي السويدي.. وكان وقتها يشغل منصب وزير خارجية السويد.. قال لي الأخ السويدي كلفني أندرسون بأن أنقل إليك ما يلي: لا تفعل شيئا حتى أصل وأترأس الجلسة». وفعلا جاء ستان أندرسون وسلمنا على بعضنا بصورة أفهمني من خلالها ما يشبه القولة التونسية «خليني ندبّر راسي». (ne dis rien , ne fais rien, laisse moi faire) وفعلا افتتح أندرسون الجلسة وحيى الحاضرين وقال لهم «أنا لا أستطيع أن أبقى في الجلسة سوف يرأسها أحد إخواني وموعدي معكم علىالغداء في وزارة الخارجية». .. يواصل «سي أحمد» بن صالح سرد القصة.. «وكان الأمر كذلك حيث لم يحضر الاخوة الفلسطينيون تلك الجلسة، وجاء موعد الغداء وذهبنا الى وزارة الخارجية، وكنت من الأولين الذين وصلوا الى الوزارة ونهض أندرسون من مكانه ليستقبلني ومعه صديق آخر وقف أيضا للسلام وهو نبيل شعث. يعني وقعت دعوة الوفد الفلسطيني على مأدبة الغداء، وكأنّ شيئا لم يكن.. جاء الجميع وتم الغداء.. وفي آخر هذا اللقاء على مائدة الغداء قال أندرسون: «إن السيد نبيل شعث سوف يلقي بسطة عن القضية الفلسطينية، فكل من يرى أن الأمر يهمّه وأن هذه البسطة تعنيه، فليتفضل بالبقاء». وتبيّن أن أغلبية المدعويين بقوا في أماكنهم واستمعوا إلى حديث نبيل شعث، وكان شعث أقولها بذكرى طيبة جدّا رائعا في تدخله إذ بسط وضعية القضية الفلسطينية بلغة أنقليزية طليقة.. مما أثار بعض المناقشات، ولكنها كانت خطوة هامة في تغيير الرؤية المشوّهة والمغلوطة للقضية الفلسطينية ولأبنائها ولقادتها. فإلى الحلقة القادمة إن شاء اللّه وفيها