لو لم أشاهد الأمر بعيني هذه التي تأكلها النملةُ والدودةُ، بل لو لم أشاهدهُ بأُمّ عيني وأبيها وسائر قبيلتها، لما صدّقتُه: جمهور غفير، وجلبة وتدافع بالمناكب، وطابور طويل عريض...من أجل اقتناء كتاب! أي نعم سيّدي! وفي معرض الكتاب! أفرحني الأمرُ طبعًا...وقلتُ لنفسي: الدنيا بخير ما دام الكتاب بخير...ولعلّ «سَعْدَ الكُتّاب» أصبح «واقفًا» بعد أن كان «مكبوبًا»...فها هي «نعمة» الازدحام لم تعد حكرًا على ملاعب الكرة وحفلات المزود. إلاّ أنّ ما نغّص عليّ فرحي، أنّي لم أهتدِ إلى عنوان هذا الكتاب «النجم» واسم كاتبه، على الرغم من أنّي استعرضتُ في ذهني كلّ الأسماء الكبيرة التي استضافها المعرض في هذه الدورة...ثمّ قرّرتُ أن أقف «في الصفّ» كالآخرين، حتى أعرف الخبر اليقين. كان عليّ أن أُحسِن تأويل النظرات الملحّة التي كانت توجّه ناحيتي...لكنّي أوّلتُها التأويل الذي يُداعب غروري، موزّعًا الابتسامات على «المعجَبين»!! لم أفهم أنّها كانت نظرات استغراب إلاّ بعد أن حان دوري للوقوف أمام الكتاب وصاحبته: كدتُ أصرخُ، وأنا اكتشف أنّ كلّ ذلك الازدحام كان من أجل كتاب «حوريّة المطبخ»!!