خاب أمل متساكني مدينة مدنين بالجنوب التونسي ليلة أول أمس، بعد سماع خبر تعذّر قدوم النجم العربي محمود حميدة، الذي انتظره الجميع، خاصة وأنه من بين ضيوف الدورة الأولى «لملتقى سينما ودراما الجنوب»، صحبة النجم التونسي فتحي الهداوي، الذي سجل حضوره في اختتام هذه التظاهرة السينمائية والثقافية. وقد أكدت بعض المصادر ل«الشروق» أن النجم المصري، تعذّر قدومه بسبب إلغاء سفرة الطائرة التي كان من المفترض أن يتواجد بها محمود حميدة الذي اعتذر بالمناسبة لادارة المهرجان عن عدم تمكنه من حضور حفل الاختتام. العقربي في الموعد وبالاضافة إلى الممثل فتحي الهدّاوي، فقد حضر حفل اختتام ملتقى سينما ودراما الجنوب، الملحن سمير العقربي وأدى بالمناسبة مجموعة من الأغاني المشهورة، التي لحّنها وأبرزها أغيتا «سلطان حبّك» و«مولاتي». تكريم مهرجان مدنين الثقافي أو ملتقى سينما ودراما الجنوب، احتفى في دورته الأولى بمبدعي الجهة، ولعلّ أبرز حدث في هذا الاطار تكريم أحد رموز سينما الهواة السيد «محمد عبد السلام الحرازي»، الذي كان سعيدا الى أبعد الحدود بهذا التكريم وازدادت سعادته لمّا سلّمه السيد الناصر السردي هدية تتمثل في حاسوب محمول، أهدته إياه كل من الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي والجامعة التونسية للسينمائيين الهواة. علما وأنه كان عضوا في كليهما. ندوة علمية إدارة هذه التظاهرة السينمائية راهنت في هذه الدورة الأولى على الورشات العلمية وعلى ندوة علمية امتدّت على يومين موضوعها «جماليات المكان في سينما ودراما الجنوب»، وتضمّنت مداخلات كل من الأستاذ لسعد بن حسين حول «المكان في الكتابة الدرامية» والأستاذ الناصر السردي عن «الفضاء مولّدا لاختلاس النظر» (الدّواحة لرجاء العماري نموذجا). كما قدم الأستاذ الهادي خليل مداخلة بعنوان «الجنوب في السينما الوثائقية التونسية». رئيسا الجلستين، الأستاذ محمود الجمني، الزميلة رشا التونسي، قدما مداخلتين بالمناسبة حيث قدم الأول مداخلة عنوانها «الجنوب في السينما الوثائقية التونسية»، في حين قدمت السيدة رشا مداخلة عن «جماليا المكان والزمان في الحكايات السامية». حضور أجنبي كما حضر الندوة الأستاذة «آمال قراية» (صحفية جزائرية)، وقدمت مداخلة عن «جماليات المكان في السينما الجزائرية». وحضرت من مصر الأستاذة الجامعية والناقدة الصحفية دينا جلال، التي قدمت بالمناسبة مداخلة تحمل عنوان «الجنوب في السينما المصرية». وكل هذه المداخلات كانت مشفوعة بنقاش جادّ وهام، اختلفت فيه الآراء، لكنها أثرت الندوة التي عرفت اقبالا كبيرا لطلبة السينما من جهة ولبعض متتبعي المهرجان من أهالي مدنين من جهة أخرى. مقالات «الشروق» حاضرة وميزة مهرجان مدنين الثقافي أنه يمتد على أكثر من فضاء حيث عرضت الأفلام بالمركّب الثقافي ابن سينا. وبفضاءات أخرى خاصة كما احتضن المركب الثقافي معرض «جمره عافية» للطاهر العجرودي والورشات العلمية، في حين احتضنت احدى القاعات بالمندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث الندوة العلمية ومعرضا عن السينما العربية تضمن عديد المقالات حول السينما التونسية والعربية الصادرة بجريدة «الشروق» وهي الجريدة التونسية الوحيدة الحاضرة بهذا المعرض الوثائقي. نقائص وإشكاليات ورغم أن «ملتقى سينما ودراما الجنوب»، صنع الحدث بمدينة مدنين وخلق حركية ثقافية وحتى اقتصادية بالجهة، فإنّ هذا المهرجان في دورته الأولى عرف عدّة نقائص أبرزها غياب قاعات العروض السينمائية الذي أفرز ظروف بث غير جيّدة ومقلقة أحيانا. بالاضافة الى ضعف الميزانية التي حدّت من اضافة أركان أخرى واستضافة عديد الوجوه السينمائية. وقد علمنا أن هذا المهرجان لم يتحصل على الدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، ربما لكونه مازال في دورته الأولى على أمل أن تتغير الأمور في قادم الدورات. قاعة سينما مغلقة في قلب مدينة مدنين، وفي قلب الحدث «ملتقى سينما ودراما الجنوب»، كانت تتواجد قاعة «سينما الحرية» مغلقة منذ سنوات. أمّا حال تلك القاعة فلا فائدة في وصفه لأن الصمت أبلغ في هذا المجال. ومع هذا المولود الثقافي الجديد بالجهة لا يسعنا إلا التساؤل، هل ستبقى تلك القاعة على حالها المحزنة أم ستهيّأ من جديد لتعود الروح إلى السينما بمدينة مدنين؟!