في مكان هادئ يقع على بعد بضعة كيلومترات جنوب العاصمة جلست دليلة غرياني رئيسة نادي الضحك بتونس، عشية الأحد، على كرسي صغير متوسطة تجمّع دائري شكله عدد من المنخرطين في النادي... لتتحدث عن دور الضحك في حفظ الصحة... فتقول إن «70٪ من الأمراض المزمنة مثل ضيق النفس وأمراض القلب وضغط الدم وغيرها سببها الضغط النفسي وأن الضحك قد يكون العلاج الأمثل». قالت أيضا إن الضحك متنفس وهو نوع من المقاومة الطبيعية لأي تعكّر صحي. وتستشهد بمقولات فلسفية تقول: «إننا لا نضحك لأننا سعداء بل نضحك لنكون كذلك». علاج طبيعي كانت تتحدث لعدد صغير من الحضور قد لا يتجاوز 100 شخص أغلبهم من الاناث لكنها أكدت على الزيادة العددية لهؤلاء. تقول ل«الشروق» إن الاحتفال باليوم العالمي للضحك الموافق ل2 ماي من كل عام شهد ارتفاعا في نسبة المشاركة هذا العام والدليل هذا العدد من المشاركين الذين ترونه». ودون أن تفارق ابتسامتها تضيف متوجهة للحضور: «إن الضحك دواء طبيعي نحمله في داخلنا فدعونا نضحك لنشفى ولنأمل في يوم أفضل وغد أفضل». ويشير عدد من الاخصائيين الى أن الضحك ينتج عنه إفراز الدماغ لهرمون الأندورفين الذي تتشابه فاعليته مع فاعلية المورفين (مسكن آلام). كما يتحدث هؤلاء عن منافع صحية كثيرة للضحك خاصة بالنسبة للمصابين بالأرق والتوتر النفسي وكذلك من يعانون من ارتفاع ضغط الدم وعسر الهضم ومن اضطرابات في الجهاز العصبي... وينصحون بالضحك كدواء فعّال بالنسبة للأطفال المصابين بالربو والتهاب القصبة الهوائية إذ يساعدهم الضحك على التمرّن على التنفّس بشكل أفضل. «النكتة» الجنسية يبلغ عمر نادي الضحك، النادي الوحيد في الدول العربية، 6 سنوات... مدة كانت كافية، حسب قول رئيسته دليلة غرياني الاستاذة المختصة في يوڤا الضحك للتعريف به. وتضيف أنه لايزال يستقطب النخبة رغم مرور هذه السنوات... مؤكدة على صعوبة تفهّم العقلية الاجتماعية عموما لنشاط النادي. من جهتها ذكرت ربيعة عليبي توكابري الاخصائية في علم النفس أن الضحك كظاهرة اجتماعية في زيادة متواصلة لكن ذلك يتم على حساب الضحك التلقائي العميق الذي يؤدي الى الاسترخاء والتنفس الجيد. وبأكثر توضيح بيّنت الاخصائية أن الضحك أثناء الجنازة ظاهرة بدأت في البروز... مفسرة ذلك بمحاولة الهرب أو الخوف. كما ذكرت الاخصائية أن الكل أصبح لا يضحك اليوم وذلك بسبب الضغط و«اللهث وراء الوقت». وأبرزت أن سوء توزيع المهمات بين الازواج أدى الى إصابة المرأة، الأكثر تحمّلا للمسؤوليات، بالحزن المزمن ثم انتقال تلك الحالة، حالة الاكتئاب، الى الصغار وبالتالي لا أحد بحال جيد ولا أحد يضحك. وأكدت السيدة توكابري أن الجميع غير قادر على الضحك اليوم ومطلوب إعادة توزيع المهمات وإعادة النظر في الاولويات طلبا لصحة أفضل. الجميع لا يضحك خلاصة أخرى عبّر عنها الكثيرون فيقولون إننا لا نضحك وأن «النكتة» لم تعد تستهوينا لأنه لا وقت للضحك... ولاتزال ربما النكتة الجنسية وحدها من يحرّك بقايا الضحك في داخلنا.