استقطب مهرجان الضحك الذي بدأت أنشطته في تونس يوم السبت الماضي، فئات واسعة من الجماهير التي تدفقت على المسرح البلدي بالعاصمة بحثا عن ضحكات وابتسامات، تكاد تغيب بسبب التوتر اليومي والضغط الاجتماعي. وتقام خلال هذا المهرجان الذي يستمر حتى الثاني من الشهر المقبل، تسعة عروض من فرنسا وكندا والجزائر وتونس، بمشاركة نجوم على غرار الفرنسي إيف لوكوك، الذي اشتهر بتقديم مسلسل "لي جينجيول" الساخر. وحسب رأي عضو اللجنة المنظمة للمهرجان دليلة الغرياني، فإن "الضحك هو سلاح ضد أمراض العصر، لذلك لا بد من أخذه على محمل الجد". من جانبه قال منظم المهرجان سامي منتصر إن "المواطن التونسي لا يضحك بما فيه الكفاية، بسبب هموم ومشاغل الحياة". ورغم ارتفاع أسعار التذاكر، التي تصل إلى 50 دولارا للعرض الواحد، فإن أعدادا كبيرة تتدفق كل ليلة على المسرح البلدي بالعاصمة، حيث تقام عروض المهرجان. وقالت نجوى التي اصطحبت صديقة لها لمشاهدة عرض للفنان الكوميدي التونسي نصر الدين مختار، إنها جاءت لتنسى توترات يوم كامل من العمل والشد العصبي بالبيت، وأضافت "نحن بحاجة للضحك، وبن مختار يقتلني بالضحك". وقدم مختار الليلة الماضية، عرضا لمسرحيته "حي الأكابر" التي ينتقد فيها الأثرياء بمواقف هزلية، كما انتزع عرض المقلد الفرنسي الشهير إيف لوكوك إعجاب الجمهور، حين قلد عدة شخصيات من بينها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وصوره وهو يرقص على أنغام موسيقى شعبية تونسية. وحسب منظمي المهرجان، فإنه يعتبر فرصة نادرة لاكتشاف المواهب الكبيرة في الكوميديا القادرة على إضحاك الناس بمواقفهم، كما أنه يتيح الفرصة لمشاهدة نجوم الكوميديا. ومن المقرر أن يخصص ربع دخل المهرجان لجمعية خيرية، تعنى بالتلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التعلم.