مثل موضوع «التضامن المغاربي في الفترة الممتدة من 1945 الى 1962، وعلاقته بحركات الكفاح في بلدان المنطقة»، محور ندوة دولية التأمت بتونس بمشاركة ثلة من الباحثين والأكاديميين التونسيين والأجانب الذين أمّنوا مداخلات قيّمة حول مفهوم التضامن المغاربي من التأسيس الى الآفاق والانتظارات. ولدى إشرافه على افتتاح أشغال هذه الندوة ، التي تمّت بتنظيم مشترك بين المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية وجامعة منوبة ، تطرّق السيد البشير التكاري وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في كلمته الافتتاحية، إلى إبراز وتحليل الدلالات الرمزية لمفهوم التضامن، موضوع هذه الندوة، والذي قال عنه السيد الوزير أنه يمثل قيمة ثابتة في بلادنا منذ تغيير السابع من نوفمبر وأصبحت تربط بين التونسيين وتصل البلاد بمحيطها الاقليمي والدولي. كما ذكّر بالبعد التاريخي لهذه القيمة على المستوى المغاربي حيث كان التضامن بين الاقطار المغاربية ولا يزال حركة عميقة الجذور متعددة الابعاد تخترق الحدود وتجسم الالتزام بالقضايا المشتركة. وقال ان اشتراك الشعوب المغاربية في معارك التحرر والنضال ضد المستعمر رسخ فكرة التضامن، مستحضرا أهم المراحل والمناسبات التي جمعت شعوب المنطقة وكرست تضامنها من أجل تحقيق اهداف موحدة. وبين انه على هذا الاساس قامت فكرة المغرب العربي بعد الحرب العالمية الثانية، وفي ضوئها تجمست كل الخطوات التي قطعتها الشعوب المغاربية منذ الاستقلال لتحقيق تطلعات اجيال من المناضلين في بناء صرح المغرب العربي. وتناول فى هذا السياق مساهمة تونس، من منطلق وفائها للكفاح المغاربي المشترك، في بلورة مشروع اتحاد المغرب العربي وعملها الدؤوب على تجسيمه من خلال انخراطها في مساره منذ التغيير بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي اعتبر بناء المغرب العربي خيارا استراتيجيا. وتم تقديم المداخلات خلال اليوم الأول للندوة حول الفكر التضامني المغاربي في اطار جلستين علميتين.