تجربة الاتحاد الرياضي ببنقردان هذا الموسم ضمن الرابطة المحترفة II قد أثارت جدلا كثيرا بعد أن عرف الفريق فترتين متباينتين: فترة أولى «زاهية» بعد انطلاقة موفقة أهلته الى احتلال المرتبة 6 الى حدود الجولة 17 وبفارق 7 نقاط فقط عن صاحبي المرتبة الثانية «الجليزة والستيدة» وفترة ثانية عُرفت بتراجع النتائج بعد أن انقاد الفريق الى سلسلة من الهزائم المتتالية (4 هزائم متتالية) فأصبح «الاتحاد» يصارع من أجل تأمين حظوظه في البقاء والهروب من «كماشة» الفرق المهددة بالنزول. ما هي الأسباب الكامنة وراء تراجع مردود الفريق؟وهل أن «قدر» الاتحاد الرياضي ببنقردان أن يكون دائما من الفرق المهدّدة بالنزول؟ وما مدى مشروعية طموح الأحباء في رؤية فريقهم ضمن قسم النخبة؟ الحقيقة أن هناك شقّا كبيرا يرجع هذا التراجع في أداء الفريق الى قلّة خبرة الاطار الفني ابن الجمعية «زمزم» بأجواء الرابطة المحترفة II إذا لم تسارع الهيئة الى التعاقد مع إطار كفء.. متعلّلة بمحدودية الامكانات المادية وبالتالي تحميلها مسؤوليتها كاملة في ذلك التراجع، إضافة الى أن اختيارات المدرب قد ظلّت منحصرة في 14 لاعبا وبالتالي فإن الهيئة لم تقم بأي انتداب في مرحلة الشتاء وهو ما عمّق أزمة الفريق نتيجة تتالي إصابات ركائز الفريق أمثال (محمد العلوي هداف الفريق الذي تغيّب قرابة الشهرين في الميادين) أو نتيجة الاقصاءات التي لحقت بعض العناصر الأخرى في بعض المقابلات. كما أن الهيئة لم تتفاوض مع اللاعبين المنتدبين المنتهية عقودهم بانتهاء جوان القادم وهو ما أثر سلبا على تركيز اللاعبين وأصبحوا مشتّتين ذهنيا حول مصيرهم أو مستقبلهم في الفريق في الموسم المقبل. أما الشقّ الآخر من الأحباء وبالرغم من إيمانه من أن «المال قوّام الأعمال» كما يقال وإن «الاتحاد» لم يتح له من الامكانات المادية ما أتيح لغيره من الفرق من أمثال النجم الخلادي أو هلال مساكن فإنه يرجع باللائمة علي اللاعبين الذين اطمأنوا على تواجدهم بالرابطة المحترفة II منذ الجولة 17 بحصولهم على المرتبة 6 ب25 نقطة واتهام البعض الآخر منهم بالتخاذل في بعض المباريات وهو ما فنّدته الهيئة المديرة ودعت لاعبيها الى مزيد البذل (الكل يتذكّر الضجّة التي عقبت هزيمة الفريق أمام مكارم المهدية على ميدانه). إذا ثمّة اجماع على وجود نقلة نوعية بالفريق في الشطر الأول من عمر بطولة الرابطة المحترفة II إذ صار الكل مهتما بشأن الفريق وبات مدرّبو الفرق الأخرى يقرأون له ألف حساب في خططهم التكتيكية للإطاحة به في الداخل أي على ميدانه أو خارجه. وثمّة إجماع أيضا على أن هذا التراجع الكبير في مردود الفريق مردّه غياب البرمجة أو التخطيط الواضح لمستقبل الجمعية نتيجة غياب المال وتقصير الرؤساء السابقين بل انقطاعهم عن دعم الجمعية الحالية ماديا (واللّوم هنا موجّه بالخصوص الى السيد البشير الماقوري). فهل تنجح الهيئة المديرة الجديدة في الموسم المقبل في الاقلاع بالفريق الى مصاف قسم النخبة؟ أم أن جسامة «التّركة» من تجديد عقود اللاعبين والبحث عن إطار فني كفء وتوفير مصادر تمويل جديدة للجمعية ستلقي بظلالها على مسيرة الفريق في الموسم المقبل منذ البداية؟