للموسم الثاني على التوالي يتعطل قطار «الستيدة» قبل وصوله الى المحطة الأخيرة والفريق «يصل العين ولا يشرب» والخيبة كانت كبيرة ومؤثرة على القاعدة الجماهيرية لهذا الفريق والصدمة كانت قوية على رئيس الجمعية الذي بنى أهدافه وطموحاته على أمل واحد هو الصعود بعد ان وفر الامكانيات المطلوبة لتحقيق الهدف المنشود. الخيبة تكررت لموسمين متتاليين وحصلت في الأمتار الأخيرة وقد يقول العاقل لماذا لم تعتبر الهيئة بما حصل في المرة الأولى؟ ولماذا لم تعتمد التقييم العقلاني الصحيح؟ ولماذا تكررت نفس الهفوات ولم تصحح طرق عملها واختياراتها؟أسئلة عديدة متشعبة تتبادر الى الذهن وتطرح نفسها ترى ما هي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء ما حصل؟ وما هي نقاط الضعف التي أزمت الوضع ثم ما هي المقترحات التي من شأنها تقويم الحال واصلاح ما يمكن اصلاحه لتأمين مستقبل أفضل «للستيدة» وضمان نجاح مسيرتها. انتدابات عشوائية أول ما يؤخذ على هيئة الملعب هو اقدامها على انتداب اللاعبين بطريقة أقل ما يقال عنها انها عشوائية غير نابعة من لجنة فنية تمتلك ضوابط فنية تعتمد المراجع الطبية والرياضية، الكل يتابع والكل يقرر والكل يؤشر على وثيقة الانتداب والغريب ان هذا يحدث أحيانا حتى في غياب المدرب الأول المفروض ان يكون هو المسؤول الأقل عن هذا الاختيار. الانتدابات حصلت بسرعة أحيانا وفي ظروف غامضة أحيانا أخرى وبمقابل مغر في أغلب الأحيان حتي ان بعضهم شبّه قابس بالخليج العربي. فمن كان راتبه 300 دينار يقبض في قابس ألفا وأكثر والانتدابات بهذه الطريقة كانت في اغلبها فاشلة ولم تحقق الاضافة المطلوبة وخلفت وراءها عديد المشاكل في فسخ العقود وحتى الملاحقات القضائية. غياب اللجنة الفنية اللجنة الفنية وجودها ضروري ليس فقط لانتداب اللاعبين وانما لاختيار الإطار الفني وتقييم عمله دوريا، على مدى موسمين تداول على تدريب أكابر «الستيدة» عشرة مدربين بالتمام والكمال من بينهم أسماء لامعة لا يرقى اليها الشك لكنها فشلت وحكم عليها بالفشل أحيانا ووقع فرض الانسحاب عليها في أحيان اخرى والأسباب بكل بساطة تعود الى عدم توفر مدير فني ينسق عمل المدرب ويقيمه ويختار البديل ان اقتضى الأمر. تعدد المدربين في موسم واحد كان أبرز أسباب الفشل الحاصل وغياب المدير الفني الذي يضع تقريره ويقيم مردود الفريق ويوضح نقاط الضعف ويصوب الأخطاء حصلت في ظل غيابه كوارث تكتيكية وفنية وشاهدنا مع كل مقابلة تشكيلة مغايرة وكان ما كان من نقد وغضب على أداء المدرب. غياب التأطير والإحاطة قد تكون من سلبيات السيد صابر الجماعي أنه لم ينجح في تكوين هيئة مديرة موسعة قوية ونشيطة توزع الأدوار بينها. المسؤولية بقيت محصورة في أشخاص محددين قليلي العدد وهذا الأمر كان له تأثير مباشر على اللاعبين القادمين من كل حدب وصوب عددهم بالعشرات ويتطلب ذلك توفير احاطة متواصلة وفرض الانضباط في كل الأوقات ولكن وللأسف حصل المكروه بالانفلات والتسيب وهو جانب مهم كان مساهما أساسيا في حصول الفشل. عدم العناية بالشبان الجري وراء النتائج الآنية كان من انعكاساته السلبية اهمال تكوين الشبان وايلائهم كل الرعاية والامكانيات المادية كلها مخصصة لصنف الأكابر دون غيره فغاب التخطيط وكان التهميش هو السائد في كل أصناف الشبان وحتى لما جاء الدكتور المنجي مختار ذات موسم وحاول ارساء اختيارات على قواعد صحيحة وسليمة ونجح في استقطاب المهتمين بهذه الأصناف وتوفير التجهيزات وجد من عارضه وصده وأجبره في النهاية على الانسحاب فماذا كانت نتائج هذا الاهمال؟ أول ما يبعث الحيرة هو عدم انضمام أي شاب إلى صنف الأكابر منذ موسمين واذا ما تواصل هذا التيار فستصبح التشكيلة قريبا مائة في المائة من المنتدبين. كثرة ال«نبارة» للأسف لم أجد لفظا آخر معبرا، نعم من سوء حظ صابر الجماعي انه وقع ضحية للتكتلات والانتماءات الضيقة، ولما لم يحصل الاجماع ولم يكتمل التفاف كل الأحباء والكبار نشطت «سوق النبارة» الذين يميلون الى التمعش من الاختلافات والتفرقة و لا يحبون النجاح للهيئة القائمة هؤلاء كان وجودهم مؤشرا على الوضع العام ونجحوا في بعض الأحيان في فرض اختياراتهم الفاشلة على غرار ما حصل مع بعض المدربين وايقاف حصص التمارين والتسبب في اقالة وانسحاب المدربين - هذا النوع من الجمهور لا يمكن التعامل معه لأنه تجاوز حدوده وتدخل في أمور لا تعنيه -