تتتالى المواسم وتتجدد خيبات الملعب القابسي وتتشابه الأسباب والأعذار، وإذا كانت «الستيدة» قد فشلت سابقا في الصعود في اللحظات الأخيرة من الموسم فإن هذا الموسم الذي نحن في بدايته جاء مغايرا تماما إذ بدأت الصعوبات مبكرا وبعد عشر جولات يحتل الفريق المرتبة 11 بتسع نقاط وبفارق 11 نقطة عن صاحب الريادة... في ظل هذه الظروف لم نجد أفضل من الدكتور الطبيب منجي مختار رئيس لجنة الشبان المنسحب أخيرا فكان هذا الحوار : نبدأ من وضعك أنت كيف انسحبت؟ صدقني لم أفهم حتى الآن، أنا رياضي ومهووس بخدمة أصناف الشبان إيمانا مني بأنهم الضمان الحقيقي لبقاء الفريق وهذا الموسم بمقترح من النائب الأول تطوعت لرئاسة لجنة الشبان وتمكنت من استقطاب رجالات مرموقة للعمل معي داخل اللجنة على غرار نزار كيلاني والطاهر بن حميدة والحبيب القنوني ووضعنا برنامج عمل واضحا وبمجهودنا الخاص وفرنا كل التجهيزات والأزياء الضرورية لكن فجأة وبدون مقدمات جاءنا خبر الاستغناء عن خدماتنا بطريقة غير حضارية فانسحبنا وللأسف الشديد خسر الملعب وخسرت أصناف الشبان. برأيك ما هي أبرز أسباب فشل «الستيدة» كل موسم؟ بصراحة من يخطط لوحده بطريقة رعوانية مستعجلة دون تبصر ودون استشارة الخبراء ودون التفكير في واقع ومستقبل الأجيال لا يمكن له أن ينجح، من لا يعرف من الرياضة والاحتراف سوى الانتدابات والعقود والبحث عن الشهرة والدعاية لا يمكن له الوصول إلى النجاح، من ينتدب فيالق من اللاعبين يقدم لهم أموال الجمعية وينسى أن يوفر لهم الإحاطة والتأطير لا يمكن له أن يصل إلى نتيجة. بصراحة الأسباب عديدة وطوال المواسم الأخيرة لم ينجح صابر الجماعي في لم الشمل واستقطاب القادرين على العطاء والدعم وهذا الوضع في حد ذاته ساهم في حصول الخيبات. وماذا عن الأمور الفنية؟ حدث ولا حرج الآن ثلاثة مدربين في ثلاثة أشهر لأن الاختيار منذ البداية كان عشوائيا ولم يكن مدروسا في ظل غياب لجنة فنية تسهر على اختيار المدربين وانتداب اللاعبين، اليوم الملعب القابسي دون مدير فني ودون مدرب حراس هي أخطاء تقود حتما إلى الفشل. كيف ترى الحلول لبلوغ النجاح؟ الحلول معروفة من الجميع وبدونها لا يستقيم الوضع أولها قبول التعاون مع الآخر ولم الشمل والقطع مع العمل الرعواني ثم إعادة الاعتبار لأبناء الجمعية واحداث مركز تكوين شبان وانتداب مدير فني وبدون هذه الشروط لن يمكن لنا في المستقبل رؤية حمروني آخر أو جعايدي آخر أو روان آخر. بماذا نختتم اللقاء؟ أنا أحد الذين يسكنهم الحزن لما وصل إليه وضع الملعب القابسي هذه المدرسة العريقة التي أشعت منذ القدم على محيطها، وإن قطع الطريق على مواهبها نكران لماض مجيد وإساءة للأجيال القادمة.