هل هو مجرّد احساس أم رفض لقبول وفاة فلذة كبدها في جريمة قتل شنيعة، أم بالفعل مازال نبيل حيا رغم من انه دفن منذ سنتين تقريبا ؟. السؤال طرحته على نفسي وأنا أتحدث الى الأم السيدة وابنتها لطيفة: أم ملتاعة وشقيقة مجروحة تبحثان عن الحقيقة في جريمة قتل ابنهما نبيل بايطاليا .. هل قتل فعلا أن هو أسير المافيا أو أسير البوليس الايطالي كما يقولان؟ .. ثم اذا كان الأمر كذلك ما سر المكالمات الهاتفية التي تعلم العائلة يوميا أن نبيل على قيد الحياة؟ .. الاجابة عن هذه الأسئلة ليست يسيرة بالمرة وليست من اختصاصنا أصلا، لذلك سنكتفي بالرواية التي استجمعناها من الأم والبنت ومن بعض الوثائق التي أمدتانا بها في محاولة منهما للحصول على مساعدة سواء من الجهات المعنية أو من كل من يمتلك معلومة عن نبيل. نبيل: هل هو حي يرزق ؟ رحلة أولى الحكاية تنطلق مع نبيل – الذي ترفض الأم أن نقول عنه «المرحوم» – منذ سنوات خلت لما غادر الشاب اليافع التراب التونسي وهاجر في رحلة غير شرعية الى القطر الليبي الشقيق ومنه الى ايطاليا .. بعد رحلة الموت، عاد الشاب الى صفافس مقر اقامته ومعتمدية الحنشة مسقط رأسه، وروى على مسامع أفراد عائلته كل ما تعرض اليه من أزمات وويلات وصعوبات في أرض المهجر .. لكن رغم صعوبة الحياة هناك فإن البحث عن العمل والتوق الى حياة أفضل دفعاه الى اعادة المغامرة لكن هذه المرة ليس لوحده بل اصطحب احدى شقيقاته معه والتي لم يتسن لنا الحديث اليها لكننا حصلنا في المقابل على وثيقة أمضتها الأخت وأرسلتها الى الجهات المعنية تبين فيها حيثيات جريمة القتل التي تعرض لها شقيقها في ايطاليا .. تقول الشقيقة في نص الرسالة، «لقد نجحت في اجتياز الحدود خلسة في أوت 2007 رفقة شقيقي نبيل واتجهنا معا الى ايطاليا ..بعد فترة حصلت على عملو استأجرت شقة ..»، لكن شقيقها وحسب الأم السيدة لم يتمكن من الحصول على عمل حتى دب الخلاف بين الأخوين في أرض المهجر .. جريمة قتل ..لكن ودائما حسب نص الرسالة تؤكد الشقيقة أنه في أحد الأيام اتصل بها صاحب الشقة وأعلمها ان مجموعة من الأنفار اعتدوا على شقيقها بالعنف والضرب والطعن فتوجهت الى المستشفى للتأكد من صحة الخبر فأعلمها الاطار الطبي هناك انه تعرض الى طعنات لكن حالته الصحية بخير .. وتواصل الشقيقة سرد الحكاية فتقول «لقد تم نقلي إلى مقر البوليس الايطالي للتحري معي عن هجرتي غير القانونية، وفي الأثناء تم اعلامي أن شقيقي قتل وقد تعرفت عليه في غرفة الأموات»، مضيفة «..وتلقت عائلتي الخبر المفزع وتم نقل جثمان شقيقي نبيل الى صفاقس ودفن بمقبرة معتمدية الحنشة ..» هذه الرواية رفضتها الأم جملة وتفصيلا مؤكدة انها بالفعل تلقت جثمانا قيل لها انه لابنها لكنها لم تتمكن من التحقق منه لأنه دفن دون أن تلقي عليه لا هي ولا كل أفراد العائلة التي تتكون من 6 أنفار نظرة الوداع الأخيرة .. رسالة الشقيقة التي صاحبت أخاها القتيل الى ايطاليا والموجهة الى الجهات المعنية فيها هي الأخرى الكثير من الشك عن حقيقة وفاة أخيها فهي تقول انها تلقت العديد من المكالمات الهاتفية من مواطن جزائري يعلمها ان شقيقها بخير وهو نفس الكلام التي أكدته الأم والبنت لطيفة التي بلغ بها الأمر التشكيك في كل التفاصيل التي روتها أختها التي صاحبت نبيل الى ايطاليا .. وحتى لا ندخل في تفاصيل تهم أسرار العائلة نكتفي بالقول أن الأم السيدة والبنت لطيفة وبعد مرور سنتين على اختفاء نبيل لم يصدقا بعد انه قتل ودفن، بل تزعم الأم والبنت أن الجثة القابعة الآن تحت أديم الأرض ليست لنبيل ..فأين الحقيقة في هذه الواقعة الأليمة ؟. الأم والبنت وكل أفراد العائلة يبحثون عن الحقيقة ولا شيء غيرها، لذلك يناشدون السلط المعنية السماح لهم باجراء تحليل جيني عن الجثة للتأكد من أنها فعلا لنبيل أم انه ما زال على قيد الحياة.