نجيب غميض اسم أشهر من أن نذكر به فهو أحد عمالقة الجيل الذهبي لكرة القدم التونسية الذي صنع ملحمة الأرجنتين عام 1978 بل إنه كان من منح الهدف الثاني لمنتخبنا الوطني في شباك المنتخب المكسيكي يوم 2 جوان 1978 بروزاريو.. وكان غميض قد مثل المنتخب الوطني طيلة الفترة المتراوحة بين 19741982 وتقمص أزياء الإفريقي بين 19731983 وتخلل ذلك تجربة احترافية بقميص اتحاد جدة السعودي بين 19781980. يحظى غميض بمكانة خاصة في قلوب جماهير الإفريقي ولدى الرأي العام الرياضي في كافة أنحاء الجمهورية التونسية، لذلك كان الرجل الأنسب ليكون في صلب لجنة الانتدابات داخل قلعة الإفريقي منذ 24 نوفمبر 2005 واليوم وبعد مرور خمس سنوات عن تسلمه هذه المهمة الجسيمة والمعقدة في الوقت نفسه لم يتردد غميض في إعلان انسحابه بصفة رسمية وهو ما أكده ل«الشروق»: «اليوم وبعد عمل تطوعي دام خمس سنوات أظن أنه آن الأوان لضخ دماء جديدة في الفريق وأعتقد أنني قدّمت الكثير طيلة هذه السنوات لذلك سأغادر الإفريقي وضميري مرتاح تماما فقد وفقنا الله تعالى في تحقيق نتائج إيجابية نسبيا وليس كما صورها بعضهم بتلك الصورة القاتمة.. فخلال هذه السنوات حقق الفريق لقب البطولة 20072008 وهو لقب غاب عن خزائن النادي منذ 1996 وحافظ الفريق على اللعب من أجل المراكز الأولى وحصدنا أيضا لقبا مغاربيا..». وتحدث غميض عن مهمته في صلب لجنة الانتدابات بدون أقنعة فكشف التفاصيل التالية: «يجب على الرأي العام أن يعي جيّدا أن لجنة الانتدابات التي تواجد بها شخصي المتواضع وأيضا حسن الخلصي ومن قبله بسام المهري وعتوقة.. قامت بعمل جبّار بل أعتقد أنها وفقت في التعاقد مع لاعبين لا يقدرون بثمن على غرار يوسف المويهبي أحد أفضل اللاعبين في تونس مقابل حوالي 450 ألف دينار أمنها السيد حمادي بوصبيع بحوالي 99٪ وأيضا بلال العيفة مقابل 30 ألف دينار وزهير الذوادي مقابل 230 ألف دينار فحسب.. وتعاقدنا مع حلمي حمام مقابل 80 ألف دينار وشاهدت اللاعب كريم العواضي في جمعية مقرين فطالبت بالتعاقد معه مقابل 40 ألف دينار وأؤكد في هذا الإطار على أن المدرب المساعد نبيل الكوكي ليس له أدنى دخل في هذه الصفقة وهي فرصة لأكشف للرأي العام بأنني الشخص الوحيد الذي تشبث بالتعاقد مع الثنائي نبيل الكوكي والمدرب عبد الحق بن شيخة فباستثناء السيد لطفي الزاهي الذي ساندني في هذا التوجه فإننا تعرضنا إلى موجة كبيرة من الرفض وإنّني أخجل من كشف المبلغ البسيط الذي تعاقدنا به مع المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة احتراما للفريق ولهذا الشخص الذي خدم النادي ونجح معه إلى أبعد الحدود...». ويكشف غميض المزيد من التفاصيل قائلا: «جلبنا أيضا لاعبا آخر لا يقدر بثمن وهو المغربي بيضوضان لكن حدث طارئ على مستوى اندماجه داخل الفريق ومع ذلك يكفينا أنه منح هدفا تاريخيا بقي راسخا في أذهان كل جماهير الإفريقي في مقابلة «الدربي» عندما مهّد للاعب موسى بوكونغ الذي تعاقد معه الإفريقي مقابل مبلغ زهيد لم يتجاوز 2500 دينار!! وأظن أنه استوفى حقه (يبتسم) عندما نجح في فك عقدة الترجي التي أرهقت جماهير النادي لعدة سنوات واعتبرته لاعبا مميزا لولا قلة انضباطه التكتيكي فوق الميدان». مسؤولية عبد الحق... ويضيف غميض حديثه قائلا: «يتحمل المدرب عبد الحق بن شيخة المسؤولية كاملة في التعاقد مع النيجيري أوتوروغو وأيضا مع الثنائي إيزيجي وأوزاغي فالمسؤولية لن يتحملها سوى بن شيخة لأنه لم يعد بالنظر إلى لجنة الانتدابات مع العلم أنه شاهد الثنائي إيزيجي وأوزاغي بواسطة الCD..». ويواصل غميض الكشف عن المزيد من التفاصيل قائلا: «أما بالنسبة لمحمد تراوري فقد تشبثنا بالتعاقد معه بعد أن شاهدناه في إحدى المقابلات الودية صحبة وكيل أعماله كريم الهمامي وذلك مقابل مبلغ زهيد قدره 50 ألف دينار وأظنه كان انتدابا ناجحا بكل المقاييس (يصمت قليلا) ولكن للأسف الشديد وقع التفريط في لاعب لا يقدر بثمن (لأسباب أحتفظ بها حتى لا أحرج أحدا) وهو لاعب يدعى «موسى» قدم مع محمد تراوري ولكن...» حقائق أخرى ويواصل غميض حديثه بإسهاب عن مهمة دامت خمس سنوات قائلا: «وفقت اللجنة في انتداب لاعب استثنائي بكل المقاييس وهو ألكسيس مقابل 40 ألف دولار فحسب.. وكنت رافضا منذ البداية لعملية المبادلة التي كانت بين الإفريقي والنجم بخصوص العكايشي والمليتي ولكن حدث العكس أيضا لأسباب خارجة عن نطاق اللجنة وسامح الله مارشان... الذي رفض أيضا التعاقد مع الحارس نوّارة عندما اتفقت معه أنا وعتوقة على الالتحاق بالإفريقي...» ويتحدث غميض بجرأة أكبر قائلا: «أعترف بأن اللاعب بلال الفرشيشي كان أسوأ انتداب قمنا به فهو يملك فنيات كبيرة ولكنه يفتقد إلى الانضباط... في المقابل أعتبر الثنائي المويهبي والذوادي أفضل صفقتين قمنا بهما على الاطلاق.. ونجح أيضا العكروت في انتظار التأكيد خلال الأيام القادمة..» للتاريخ.. عرف عن غميض أنه لاعب منضبط عندما كان لاعبا وأبرز مثال على ذلك أنه كان يستجيب لقرار المدرب السابق أندري ناجي عندما يلحقه ببنك البدلاء بالرغم من نجوميته انذاك وعن ذلك قال غميض: «بين الأمس واليوم تغير كل شيء... وأعترف بأننا فقدنا زمام التحكم في اللاعبين أحيانا بل أعترف بأننا في وقت من الأوقات لم نقدر على معاقبة ألكسيس في ظل الحاجة الملحة للنتائج وفي ظل الضغط المسلط من الجماهير.. هذا بالإضافة إلى أن بعضهم أصبح يلعب ب«الحسابات» حتى على المستوى المالي ويتقاضى البعض مبالغ مالية خيالية وهو ما أدى حتما إلى مثل هذه الوضعية... ولكن المسؤولية مشتركة...». ويختم غميض حديثه قائلا: «أظن أنني سأغادر الإفريقي وأنا مرتاح الضمير وقد تركت خلفي لاعبين لا يقدرون بثمن.. وأؤكد على أن السيد كمال إيدير لن يخرج إلا من الباب الكبير لأنه قدّم الكثير للفريق ولكن للأسف الشديد هناك من يتميز بذاكرة قصيرة.. و أشكر حسن الخلصي أيضا.. وأتمنى النجاح لفريقي وأيضا للاعبين شاهدت فيهما نفسي عندما كنت لاعبا وهما العواضي والصادق عفية (فريق الأصاغر)...».