انقضى موسم آخر أبيض داخل أرجاء مركب باردو موسم كان وقعة كبيرا على الجماهير التي كانت بمثابة تائه في الصحراء يبحث عن رشفة ماء وعندما اقترب منها اكتشف أنها سرّابا.. ضياع الألقاب فتح الباب على مصراعيه أمام ما يمكن اعتباره «مشاكل» متنوّعة وطرحت تساؤلات عديدة حول مرحلة مقبلة تبدو غير واضحة المعالم ولا نجد أقدر من محمد الدرويش بصفته رئيسا للنادي لوضع النقاط على الحروف من خلال إجابات تكتشفونها في الحوار التالي: في البداية أي صيغة يمكن اطلاقها على هذا الموسم بهذه الحالة التي انتهى عليها؟ موسم جيد في الاجمال ونتائج يمكن اعتبارها إيجابية رغم أنه كان بالامكان أفضل ممّا كان وأتحدث هنا على قدرتنا على بناء جمعية منظمة في وقت وجيز واستطعنا صياغة صورة جيدة للفريق. هل ستواصل رئاسة الملعب التونسي في الموسم القادم؟ أعلنت ترشحي رسميا لمدة نيابيةمقبلة وسننتظر ما ستسفر عليه الانتخابات في الجلسة العامة المقبلة وسيبقى الاختيار لجمهور الملعب التونسي. ما رأيك في بعض الأسماء التي وقع تداولها لخلافتك؟ شخصيا أتمنى أن تترشح بعض الأسماء لرئاسة الفريق وأنا أعتبر أنّ المنافسة ستعود بالنفع على الفريق بالدرجة الأولى وليس لدي موقف من إسم بعينه. وماذا عن منصب نائب الرئيس؟ سوف يتم تقديم الترشحات لهذا المنصب قبل موعد الجلسة العامة ب15 يوما وشخصيا طلبت من زميلي كريم برباش الترشح لهذه الخطة لأنني أعتقد أنه في حال مواصلتي المشوار، يمكننا أن نعمل معا بنجاح مثلما فعلنا ذلك سابقا. هل تعتقد أن وجود أنور الحدّاد في المكتب الجامعي الجديد سيخدم ناديكم؟ أنور الحدّاد سيخدم الكرة التونسية وهو إفادة للمكتب الجامعي الجديد وبالمناسبة أوّد أن أشكره على ما قدمه للبقلاوة طيلة 30 سنة. ماذا تنتظرون من المكتب الجامعي الجديد؟ ننتظر خدمة الكرة التونسية وتحقيق الأهداف التي وضعوها، ووجب على كل عضو أن يخلع قميص فريقه الذي ينتمي إليه ليعمل من أجل اصلاح الكرة التونسية لأنهم الآن أمام مسؤولية وطنية. هل تزعزعت ثقتكم في لويغ بعدما حصل نهاية الموسم؟ الثقة مازالت كاملة في شخص هذا المدرب، ومن الطبيعي أن يخطئ أو يصيب وهذا أمر عادي ولا يمكن التفريط في مدرب بمثل تلك الحرفية والجدية والصرامة. ولكنكم خرجتم بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها؟ لكننا أيضا أصبحنا نملك فريقا متماسكا له طابع خاص في اللعب ومجموعة متكاملة وهي دون نجوم أما الألقاب فسيأتي وقتها. ألا يؤكد كلامك هذا ما يُشاع حول أنك أعطيت لهذا المدرب الضوء الأخضر للتصرف بكل حرية؟ من الأشياء الأساسية التي جعلتنا ننجح في هذا الموسم هي أننا وزعنا المهام وكل طرف يعرف حدود مسؤوليته ودون تداخل. نفهم من كلامك أن لويغ ممنوع من «المحاسبة»؟ ليس إلى هذه الدرجة، لكن لا يمكن أن نحاسب مدربا بمجرّد ضياع لقب، لأن باب المحاسبة يفتح نهاية الموسم. ألا تتخذوا أي موقف من الفني الفرنسي بعدما حصل بينه وبين النجم؟ تحدثت مع لويغ حول الموضوع وله الحق في اعتقادي أن يتقابل مع أي شخص وهو حرّ في ذلك واتصال النجم به دليل على كفاءته. وماهو موقفكم من تصرف هيئة النجم، لأن المدرب مرتبط بعقد مع النادي؟ كنت أتمنى أن يكون هناك مزيد من التشاور والتنسيق بين رؤساء الجمعيات حتى لا يتم اختراق العقد المعنوي وأن يكون هناك احترام أكبر لأن مثل هذه الأشياء قد تثير الجماهير بشكل من الأشكال. تحدثت على من وصفتهم بأنهم يريدون عرقلة مسيرة النادي، فمن تقصد بالضبط؟ في كل فريق هناك من يريد أن يعرقل مسيرة النجاح وبالنسبة لي هم لن يقدروا على ذلك أو حتى زعزعة استقرار الفريق لأننا نحظى بدعم كبير. ألا يتسبب هؤلاء في خلق انشقاقات في صلب الهيئة؟ ما حصل لا يمكن وصفه بالانشقاق، بل هو مجرّد اختلاف في وجهات النظر إزاء بعض المسائل التي يكون وقعها كبيرا على الفريق مثلما حصل في نصف نهائي الكأس، ولكن الأهم من كل ذلك أن الاختلاف يبقى ظرفيا ويصب في مصلحة النادي. اختلفت التقييمات حول انتداباتكم بين النجاح والفشل، فماهو موقفكم أنتم؟ الانتدابات في اعتقادي كانت ناجحة رغم فشل بعض الأسماء وبمنطق الحساب قمنا على الأقل باقحام سبعة أسماء جديدة هذا الموسم للفريق الأول ونسبة نجاحكم كانت كبيرة ما يعني أننا نجحنا في اختياراتنا بين الأسماء التي انتدبناها أو بين الأسماء الشابة التي أقحمناها في الفريق الأول. كيف تعاملتم مع ما حصل مؤخرا بين بعض الجماهير واللاعبين؟ لا أدري ماذا أصاب جماهيرنا التي أعطت المثال في التشجيع الحضاري طيلة الموسم، لكن ما حصل يمكن أن أؤكد أنه من فئة لا تنتمي ولا تمثل الملعب التونسي بأي شكل ومازلنا الى الآن نتعامل وفق منطق كل متهم بريئ حتى تثبت إدانته في انتظار أن يعود هؤلاء الى رشدهم. هل هناك ديون متخلّدة بإسم النادي في الوقت الحالي؟ تحملت المسؤولية بديون متخلّدة قدرت بلميارين وهذه الديون ليست باسم أي شخص بل هي باسم الملعب التونسي ونحن بصدد التعامل معها حتى نتجاوزها وما يمكن تأكيده أن إدارة محمد الدرويش لم تترك أي ديون ونحن نتعامل بحكمة من أجل تسيير الفريق رغم شح الموارد وقلة الامكانيات وأنا أؤكد على هذا. لكن علمنا أن أجور شهري مارس وأفريل لم تصرف بعد؟ أولا، أعتقد أن هذه التفاصيل لن تفيد القارئ كثيرا.. بالنسبة لشهر مارس سيتم خلاصه قريبا جدا ربما هذا الأسبوع، ولن يبقى بذمتنا إلا شهر ماي والتأخير في صرف الأجور يصيب جميع الفرق وبالنسبة لنا فإن الأمر لا يتعدى الشهر في أقصى الحالات. هناك كذلك بعض الديون أنتم مطالبون بدفعها لبعض المؤسسات، أليس كذلك؟ هذا صحيح وكما قلت هي ديون قديمة متخلدة باسم الملعب التونسي كناد وليست باسم أشخاص ونحن نحاول الآن ايجاد الحلول مع بعض هذه المؤسسات ثم إنّ هذا الأمر تشترك فيه جميع الفرق في تونس باستثناء البعض منها فلو تتمسك المؤسسات بديونها العالقة بذمة هذه الفرق، فلن تجد سوى أربعة أو خمسة فرق في بطولتنا والبقية ستنزل الرابطة الثانية!! وما العمل إذا؟ شخصيا أوّجه نداء لهذه المؤسسات أن تجد حلاّ وسطا في التعامل مع الجمعيات وتسهّل عليها دفع ما تخلد بذمتها ولم لا أن تتنازل على بعض الديون القديمة وهذا في اطار مساهمة منها في تأطير الشباب ودعم هذه الجمعيات التي تعتني بالشبان وتساهم في حمايتهم وتكوينهم في اطار بناء جيل جديد يخدم هذا البلد. هل استجابت الجماهير لمطالبكم من أجل دعم الفريق في اطار ما يسمّى بالسلطة الملعبية؟ لقد أجلنا هذا الموضوع الى موعد لاحق ولو كتب لنا مواصلة رئاسة الفريق في الموسم المقبل سنواصل العمل فيه. ما سبب هذا التأجيل.. هل هو الخوف من عدم القدرة على سداد الأموال؟ يعلمون أن الانسحاب من نصف النهائي كلّفنا على الأقل خسارة ما يقارب 400 ألف دينار وعلينا التعامل مع هذا الواقع ونحن الآن نعوّل على الأحباء الداعمين للنادي باستمرار. كيف ستتعاملون مع مصادر التمويل مستقبلا؟ لو أعيد انتخابنا، سنتقدم بأفكار أخرى جديدة للنادي وستكون أفضل من الأفكار السابقة. هل يمكن اعتبار هذا الكلام في إطار حملة انتخابية استباقية؟ ابتسم طويلا.. هذا تأويلك الشخصي. كيف ستتعاملون مع بعض اللاعبين المنتهية عقودهم؟ نديم بن ثابت جاء في إطار إعارة تنتهي هذا الموسم أما بقية اللاعبين فعقودهم مازالت مستمرة على الأقل لموسم آخر ثم نحن نتناقش مع اللاعبين من أجل التجديد قبل نهاية عقودهم بسنة كاملة حتى لا نقع في اشكاليات ونبقى تحت رحمة اللاعب وضغط الوقت.. محمد الجديدي هو الوحيد الذي ينتهي عقده في جوان وسننظر في هذا الموضوع بعد استشارة الاطار الفني. لو توضح لنا وضعية اللاعب حسام الدريدي؟ في البداية، هذا اللاعب لن يغادر الملعب التونسي فعقده مازال متواصلا مع النادي ثم أنا شخصيا مستاء من هذا اللاعب من خلال حديثه لوسائل الاعلام ولن أقبل شخصيا أي مزايدة من أي لاعب خاصة من الشبان المطالبين بالركيز على اللعب وتحسين مستواهم بدل البحث عن المال والعقود والشهرة المبكرّة وأنا هنا أحمّل أولياءهم جانبا من المسؤولية. مركب النادي، انطلقت أشغاله؟ منذ مدة، لكن المشروع لم يكن في مستوى تطلعات الجماهير؟ هذا الأمر يتجاوزنا لأن المشروع ليس مموّلا من قبل النادي. ماذا عن حياة محمد الدرويش بعيدا عن صفة رئيس للملعب التونسي؟ هوايتي السفر، لكنني حرمت منها منذ أن توليت مسؤولية رئاسة الملعب التونسي. لك حرية اختيار كلمة الختام؟ شكر خاص لكل الأحباء المخلصين للملعب التونسي خاصة أولئك الذين يدعمون الفريق في الخفاء وأتمنى أن أستطيع ردّ الجميل للجماهير التي قد تضع في شخصي الثقة لمواصلة رئاسة الفريق لفترة مقبلة.