أصدر ديوان البحرية التجارية والموانئ، مؤلفا يتضمن لمحة موجزة لكنها قيمة عن الموانئ التونسية وعراقتها التاريخية أختير له عنوان «الموانئ التونسية ارث بحري في تطور مستديم». وصدر الكتاب في نسخة أنيقة بالألوان تتضمن صورا نادرة لأكبر الموانئ التونسية على غرار صورة مواني قرطاج البونية وصور ميناء بنزرت مرفقة بالوثيقة التي أذن فيها علي باشا باي بإنشاء هذا الميناء كما يعاين القارئ من خلال الصور ميناء حلق الوادي في سنتي 1908 و1920 أي قبل الاستقلال. هذا بالاضافة الى ميناء قابس سنة 1908 وميناء المهدية سنة 1935 وميناء تونس سنة 1925، وهذا الميناء (ميناء تونس) كان مرفوقا بصورة نادرة تمثل الموقع الذي تم فيه بناؤه تعود الى سنة 1890 ودائما مع الصور حيث أرفق الكتاب بصور قيمة، لعل أبرزها صورة لخريطة السواحل التونسية ترجع الى القرن السادس عشر كما أرفق بصورة للوحة فسيفساء تمثل مرور «أوليس قبالة سواحل جزيرة جربة. وهذه الشخصية التاريخية ليست المذكورة في هذا الكتاب حيث اقتطف الساهرون على اعداد هذا الكتاب وابراز الخصائص التاريخية والحضارية للموانئ التونسية الكبرى فقرة من يومية «رحلة حول العالم» 1859 لأمابل كرابولي وهو يتحدث عن رحلته الى تونس»، ويقول فيها: «هاجت ذكرياتي كلها بلا نظام فقلت لنفسي ها هنا شاهدنا قديما الأساطيل الفينيقية والسفن الحربية الرومانية أسماء مشهورة ترن في أذني أسماء طواها النسيان رغليوس وشبيون وأملكار وهامون ويوليوس قيصر وكاتون، يتراؤون كلهم كالظلال أقف لأحييهم فيصبغون جوا شاعريا على هذا الشاطئ المجهول، ولا أعتقد أنه يوجد قلب من انعدام الحساسية بمكان حتى لا يتأثر أمام هذه المرافئ التي اندثر فيها العديد من الامجاد.» مع هذا المقتطف يكتشف القارئ عدة معطيات قد تكون مجهولة بذاكرته لكنها مفيدة مسلية وذات طابع تثقيفي لا ريب فيه.