حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي تونس (الشروق): عدّد «سي أحمد» بن صالح، في حلقة أمس أسس التعاون بين تونس والنمسا. كما تحدث عن بداية العلاقة بينه وبين «برونو كرايسكي» المستشار النمساوي، ورئيس «معهد فيينّا للتنمية الاقتصادية»... وشدّد «صاحب هذه المذكرات» على أن أساس معرفته وتعرّفه على «برونو كرايسكي» كانت من خلال «الإخوة السويديين» الذين كان كرايسكي لاجئا عندهم... يضيف «سي أحمد» متذكرا علاقاته مع كرايسكي ونضالهما المشترك من أجل الحؤول دون دفن القضية الفلسطينية فقد كان لهما توجّه مشترك «لمقاومة عوامل دفن القضية الفلسطينية، وجعلها حيّة كواجب الحرية والمناعة» مضيفا: «كان كرايسكي، وكما قلت ذلك عبر هذه الحلقات، بخصوص القضية الفلسطينية أول زعيم أوروبي غربي، يفتح الباب على مصراعيه بخصوص هذه القضية» مشيرا الى استقبال عرفات، ولأول مرة في عاصمة غربية وهي النمسا وبدعوة من مستشارها برونو كرايسكي... وهنا، وهو يستذكر هذه القصة التي رواها لنا بالتفصيل هنا عبر هذا الركن قال «سي أحمد» بن صالح: كنت فرحا كثيرا بذاك الانجاز الحدث (عرفات في فيينا)...» وأضاف: لقد مثّلت النمسا مأواي الثاني، طيلة مدة المنفى بعد الجزائر، وقد أحاطني «كرايسكي» بصداقته وبثقته، وقمنا معا بربط صلة رسمية وخاصة... بين النمسا والجزائر مثلا... وبين النمسا والقضية الفلسطينية... وهنا لابد من الاشارة الى أن العلاقات بين النمسا والجزائر لم تكن موجودة»... وهنا لابد وأن أذكر أمرا وقع أمامي، فقد كنت في جزء من هذا الحوار مع «سي أحمد» بن صالح، حين وصلته دعوة تضمنتها بطاقة صادرة عن النمسا، وبعث بها اليه رئيس ديوان كرايسكي الاسبق، ووزير خارجيتها في وقت ما، وكتب على البطاقة بعد التحية والتمنيات ل«سي أحمد» بالصحة، مع أمنية أن يكون «سي أحمد» بن صالح في فيينا سنة 2011، أي السنة المقبلة، للمشاركة في إحياء الذكرى المائوية لبرونو كرايسكي (لميلاده)... وهنا، وبعد أن قرأها على مسامعي، وأسديت له أمنية في أن يكون بخير وأن يشارك في هذه التظاهرة، قال «سي أحمد» ومن منطلق الوفاء لصداقة حقّة: «هذه مناسبة لأبعث بكل امتناني لإخواني في الحزب الاشتراكي النمساوي ولمجموعة أصدقاء كرايسكي الكثيرين... والحمد لله»... وكان «سي أحمد» وهو يتحدث عن النمساويين ويسمّيهم إخوته، قد عرّج على تواصل العلاقة والعناية من لدنهم، حتى بعد وفاة «كرايسكي»... وهنا يضيف «سي أحمد» أنه وعندما، توفي «كرايسكي»، كان حاضرا في الجنازة «فيلّي براندت» المستشار الالماني الاسبق ورئيس الاشتراكية الاممية لسنوات، وكذلك «كورت فالدهايم» الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، وكذلك ياسر عرفات... الذي كان الى جانبي والى جانب فالدهايم»... وهنا تتداخل الصداقات التي أمكن ل«سي أحمد» نسجها مع شخصيات غربية، بين النمسا والسويدوألمانيا وسويسرا، ليتحدث عن قصص وقعت له وعاشها خلال فترة المنفى، إذ يقول: «من نتائج السجن في تونس (ثلاث سنوات) وربما جراء الانفعالات الواعية وغير الواعية، ونتيجة الغدر... خرجت من السجن وأنا حامل لمرض مضن «ارتفاع ضغط الدم»... وفي وقت من الاوقات، كنت في المنفى عندما أضناني هذا المرض، الى درجة تطلبت فيها صحتي إجراء عملية جراحية... ووقع التشخيص في سويسرا أين كنت أقيم في فترة من فترات منفاي... وقدّرت كلفة العملية الجراحية، بمليوني دينار، تقريبا، ولم يكن بوسعي ذاك المبلغ... وكان الطبيب المداوي لي، من أصدقاء أخي الدكتور المرحوم محمد بن صالح، وكان فرنسيا... ولم أجد بدّا أمام هذه الوضعية سوى الذهاب الى السويد، وتحديدا في مدينة «مالمو» (MALMO) جنوبالسويد... وحال وصولي، وجدت مظاهرة صاخبة، يندد فيها المتظاهرون بسياسة الظلم التي تلحق المناضلين عبر العالم... وكان من بين الاسماء المحمولة في لافتات بأيدي المتظاهرين اسمي: أحمد بن صالح... ذلك، أن ثلاثة فروع من منظمة العفو الدولية في كل من «مالمو» السويدية و«فيينا» عاصمة النمسا وبرلين (ألمانيا) يتبنّون قضيتي منذ البداية... أي منذ كنت في السجن... وأخذت الكلمة، وكانت ممثلة العفو الدولية في «مالمو» «نورا مواران» «NORA MORAN» ومعها زوجها «برونو مواران» «Bruno Moran» قد أخذاني، الى منزلهما وأقمت عندهما... وكانت تلك مناسبة، أعطيت فيها أول حديث صحفي نشر في مجلة «أفريك آزي» «Afrique - Asie»، كان ذلك في بيت «موران» أعلمت الاخوة السويديين، السيدة والسيد موران، وصديقة أخرى ماريان دايفي Mariane Davy التي كانت تشتغل طبيبة نفسانية بمستشفى «مالمو»، وكانت «ماريان» هي التي تولّت الترجمة بيني وبين أكبر أطباء المستشفى «الاستاذ هود» «Prof. Hood» والذي أشرف على عمليتي الجراحية الدقيقة والصعبة... رفع احدى الكليتين... عبر عملية جراحية، وبالمحصلة، لم «يسمح» لي الاطباء بدفع مليم واحد، ذلك أن الاتفاق كان أن أدفع ربع المبلغ الذي طلب مني في سويسرا»... ويضيف «سي أحمد» كاشفا النقاب عن أواصر العلاقة: «منذ عامين، جاءت ماريان دايفي، هنا الى بيتي هي وعائلتها زوجها وابنها، وكنت فرحا بقدومهم، علّني أردّ جزءا من الجميل الذي قاما به معي»... فالى حلقة قادمة من «مذكرات سياسي» إن شاء الله .