عرفت مدينة القيروان في السنوات الأخيرة تحوّلات اقتصادية وعمرانية، وديموغرافية وثقافية هامة، جعلت المساحات والفضاءات المهيأة للأنشطة الثقافية والمهرجانات والمعارض لا تستجيب لهذه المعطيات الجديدة. وتعكس المهرجانات والاحتفالات والمناسبات التي تقام في القيروان العمق الحضاري للمنطقة، فهي تمثل في آن واحد عادات وتقاليد وتراث وثقافة ونمط عيش، وتتنوّع هذه المهرجانات حسب طبيعتها (دينية وثقافية وتراثية) ومنها خاصة احتفالات المولد النبوي الشريف ومهرجان المدينة ومهرجان ربيع الفنون الدولي ومهرجان الزربية ومهرجان المقروض والأيام السينمائية للأفلام القصيرة ومهرجان الفنطازية ببوحجلة ومهرجان النحلة بالوسلاتية ومهرجان المياه الساخنة والمعدنية وغيرها.. إلا أن هذه الأنشطة لم ولن تسمح بفك «الخناق» عن المدينة في غياب التنسيق بين كامل القطاعات المعنية، اذ غالبا ما تصطدم المواعيد الثقافية بمشكل يتعلق بالتنسيق. والا ما معنى أن يقع برمجة مهرجان كبير مثل مهرجان الزربية في صلب فعاليات المعرض الدولي الذي يستقطب هو الآخر آلاف الحرفاء باعتباره يوفّر مستلزمات الأعراس الصيفية، فمهرجان الزربية امتد من يوم 8 الى 11 ماي والمعرض الدولي فتح أبوابه للجميع من يوم 5 ماي ويتواصل الى غاية 16 من هذا الشهر، اي بعد انطلاق فعاليات مهرجان آخر وهو مهرجان ربيع الفنون الدولي (من 15 الى 18 ماي). وفي انتظار الانجازات الثقافية الجديدة ينتصب مولود قيرواني جديد (المعرض الدولي) متاخم للمدينة ويتوفّر على السلامة والتنظيم خاصة من حيث مكوّناته الداخلية والخارجية. كما أن المندوبية الجهوية للثقافة بالقيروان مطالبة بضبط رزنامة المهرجانات الصيفية للجهة بكل دقة.