تونس (الشروق) : يعتبر من أقوى الأصوات الغنائية التي عرفتها تونس، واحتل مكانة مرموقة في الساحة الغنائية التونسية زمن الفن الجميل... شبهه النقاد بفهد بلان، وردد أغانيه باقتدار... هو بلغيث الصيادي الذي عاصر كل الأجيال ومازال الى اليوم متمسكا بنهجه الغنائي ويرفض الاعتزال... عن مشواره الفني كان لنا معه هذا اللقاء... ٭ متى بدأت رحلتك مع الفن؟ منذ صغري أو لنقل شبابي، انطلقت من الفرقة الجهوية للموسيقى بمنزل بوزلفة، ثم عام 1972 شاركت في برنامج «نجوم الغد» باقتراح من المرحوم علي السريتي الذي كان يدرّبنا على الغناء في منزل بوزلفة وعلى يده تتلمذت وحفظت المالوف. ٭ من كان معك في «نجوم الغد»؟ ليليا الدهماني وعدنان الشواشي وعايدة بوخريص وعلي هلال ومحمد الطالبي وغيرهم كثير، وأذكر أني أديت أغنية «واشرح لها» لفهد بلان وتحصلت على الجائزة الأولى. ٭ قصتك مع فهد بلان قديمة؟ نعم، منذ البداية كنت أعشق هذا الفنان، وتفطنت الى ان صوتي يشبهه، هذا فضلا عن الشبه بيننا في التركيبة الجسدية وتقاسيم الوجه. ٭ هذا الشبه هل أضرّ بك أم أثرى تجربتك؟ بالعكس، هذا الشبه ساعدني كثيرا، خصوصا وأنني لم أكن أقلّد فهد بلان بل كنت أؤدي أغانيه بطريقتي. ٭ متى كانت أول أغنية لك؟ في أواخر عام 1972 أصدرت أول أغنية وهي «اسم ا& عليك» كلمات فاضل حرحيرة وتلحين علي العيد وقد لاقت نجاحا كبيرا. ٭ هل يمكن القول ان هذه الأغنية هي سبب انتشارك؟ هذا صحيح، هذه الأغنية هي التي قدمتني للجمهور العريض، وبعدها تتالت الأغاني مثل «اعطف وارجع حن». ٭ كم في رصيدك من الأغاني؟ 27 أغنية فقط. ٭ أليس هذا بقليل بعد 40 سنة من الغناء؟ نعم، أقر بذلك، رصيدي ضعيف على مستوى الكم. ٭ من يتحمّل المسؤولية؟ الملحنون، لم أجد الملحن الذي ينجز ألحانا تتماشى مع خصوصية صوتي... ٭ وأنت، ألم تقصّر في حق فنّك؟ ربما أتحمل جزءا من المسؤولية، ولكن ظروف عائلية هي التي جعلتني أترك الفن لفترة طالت نسبيا. ٭ هل وجدت صعوبات في بداية مشوارك الفني؟ صعوبات كثيرة، لم يكن من السهل وقتها اقتحام الساحة الفنية، أذكر أنني كنت أقوم بالتمارين ضمن «نجوم الغد» الى حدود الساعة الثامنة ليلا، واضطر الى انتظار الحافلة للعودة الى منزل بوزلفة في المقاهي الى السادسة صباحا وهذا على امتداد أشهر، هذا فضلا عن التمارين الموسيقية اليومية الشاقة مع أساتذة أجلاء. ٭ من هم؟ المرحوم علي السريتي والمرحوم الطاهر غرسة ومحمد ساسي والشيخ شطا... لم يكن سهلا بالمرة ولوج عالم الغناء، ليس كما هو الحال في فن اليوم. ٭ وما به فن اليوم؟ «الزغاريد أكثر من الكسكسي». ٭ هل تشعر أنك كنت محظوظا؟ نعم، أنا محظوظ بدليل أنني موجود الى اليوم، لقد عاصرت أكثر من جيل، من علي الرياحي والجويني وشافية رشدي الى محمد الجبالي وألفة يوسف، مرورا بنعمة وعليه ويوسف التميمي والهادي قلال وزهيرة سالم وسلاف وليليا الدهماني وعدنان الشواشي وشكري بوزيان والشاذلي الحاجي وعبد الوهاب الحناشي. ٭ ماذا أعطاك الفن؟ ماديا لم يعطني شيئا، لكن أعطاني حب وثقة الناس وهذا أهم، لم أكن نفكّر في المال، فكسبه في التجارة أكبر. ٭ ما طبيعة علاقتك اليوم بالمهرجانات؟ المهرجانات علاقات، هذه التظاهرات همّشت جيلي من الفنانين، نحن نعمل حسب ما لدينا من علاقات. ٭ قلت ان الفن لم يدرّ عليك الأموال، وأنت ماذا أعطيته؟ أعطيته عمري، أعطيته شبابي وكهولتي، الى جانب الغناء أ نا كنت وراء انجاز أول قلابس في تونس، وكنت أول من استقدم الكراوكي الى بلادنا، أنا أعشق تونس، وحاولت أن أساهم من موقعي في الساحة الفنية في انجاز الكثير من الأشياء. ٭ على ذكر الانجازات هل انضممت الى النقابة؟ نعم، انضممت لكن مع شعوري انها لن تذهب بعيدا. ٭ لماذا؟ لأن مثل هذا الهيكل يحتاج الى تفكير عميق، والى مقترحات جادة، لكن مع الأسف نحن معشر الغناء سطحيون. ٭ بعيدا عن الفن ما هي هواياتك؟ قراءة الشعر، اقرأ الكثير من الشعر القديم، كما أنني من هواة كرة القدم، ومن عشاق الترجي الرياضي التونسي. ٭ ومتى تعتزل الفن؟ عندما أشعر أنني فقدت حب الجماهير. ٭ أخيرا هل التقيت فهد بلان؟ نعم التقينا في سوسة وغنينا معا، وأعجب بصوتي، وقال لي «أنا فهد لبنان وأنت فهد تونس»، كما لي عدة صداقات عربية، مثل هيام يونس ووديع الصافي...