ارتفاع ضغط الدم يعرف بالمرض الصامت لدى المختصين، لأنه يعشش سنوات عديدة في الجسم ليستفحل فيه وتكثر انعكاساته السلبية على الجسم فيظهر وتنطلق مع ظهوره معاناة المصاب، إلاّ في حالة واحدة فقط هي حسن التعايش معه باتباع نظام غذائي سليم وتجنّب العوامل المؤدية إلى ظهوره كالسّمنة والأكلات الحديثة و«الستراس». وقد احتفلت تونس أمس كسائر بلدان العالم باليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم تحت شعار «لسلامة شرايينك اجتنب ارتفاع ضغط الدم»، وبهذه المناسبة ارتأت «الشروق» الحديث إلى الدكتورة منيرة مصمودي النابلي متفقدة مركزية للصحة ورئيسة مصلحة الأمراض السارية بإدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة العمومية. وقالت الدكتورة: «إن بلادنا تحتفل كسائر بلدان العالم باليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم لأن المرض في تزايد حيث تبلغ نسبته 32٪ لدى الشريحة العمرية بين 35 و70 سنة. وحول العوامل المؤدية للإصابة بهذا المرض وخاصة العوامل المؤدية إلى تزايد النسبة وتفشيها خلال السنوات الأخيرة أجابت أن عوامل الاصابة تتوزع على العامل الوراثي، ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم الذي يتسبب في حوالي 56٪ من أمراض شرايين القلب التاجية و18٪ من أمراض شرايين الدماغ والسكتات الدماغية. وأضافت أن التدخين أيضا من العوامل الأساسية للإصابة، حيث أكدت كل الدراسات أنّ مادة النيكوتين تذوب في اللعاب وتمتص بواسطة الدم وتسبب تقلصا واضحا في شرايين الجسم. ويؤدي مرض السكري كذلك إلى الاصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة ضعفين إلى أربعة أضعاف وفي عمر مبكر مقارنة بالأفراد غير المصابين بالسكري وفي نفس الفئة العمرية. كما تؤدي السمنة حسب الدكتورة واستهلاك الأكلات الحديثة التي ترتكز على الدّهنيات وكذلك «الستراس» وعدم مقاومته بالنشاط البدني الى الاصابة بهذا المرض الصامت. ويأتي التقدم في العمر في مرتبة أخيرة حيث يصبح الرجل الذي يبلغ سن 45 سنة مهيئا للاصابة بمرض الشريان التاجي والنساء بعد 55 سنة وتناهز نسبة الاصابة لديهن 55٪ وتزداد هذه النسبة لتصل الى 80٪ لمن يفوق سنهم 65 سنة. عادات سيئة ومن العادات السيئة التي تتوفر لدى المواطن التونسي حسب الدكتورة نجد في مرتبة اولى استهلاك الملح بكميّات كبيرة حيث يحرص التونسي على أن يكون الملح موجودا بنسبة هامة في مأكولاته وكذلك عدم اتباع الأهمية الغذائية التي تتلاءم مع نوع المرض ومع سن المريض كالافراط في استهلاك الدهنيات والحلويات في سن حسّاسة وهي سن ما بعد الأربعين. ومن العادات السيئة أيضا عدم القيام بالمراقبة الصحية بالتحاليل والكشوفات حيث يخفّض الاكتشاف المبكّر من خطورة المرض وخاصة انعكاساته على القلب والشرايين والكلى والبصر وكم من مرّة قالت: «أصيب شخص بانسداد الشرايين ووصل الى مرحلة بتر أحد الأطراف فيما كان بالامكان تفادي كل ذلك». واعتبرت أن الحل الانجع يكمن في الوقاية من هذه الامراض وذلك بتبنّي نمط عيش سليم واتباع حمية غذائية صحية خاصة بالابتعاد عن استهلاك الدهنيات والسكريات والأملاح والاكثار من تناول الخضر والغلال والحبوب الكاملة والانقطاع عن التدخين وممارسة الانشطة الرياضيين. اجراءات ذكرت الدكتورة أن سلطة الاشراف تعمل على مكافحة المرض والحد من الاصابة وقامت إدارة الرعاية الصحية الاساسية مؤخرا ببادرة لقيس عمر الشرايين من خلال القيام باستبيان لتحديد نسبة ضغط الدم وتبيّن أن الانسان يمكن أن يكون عمره 40 سنة وشرايينه هي شرايين شخص عمره 70 سنة وهذا له تأثير كبير على حياة ذلك الشخص. وقالت: «نسعى الى تدعيم التثقيف الصحي بتوفير الدعائم التوعوية الملائمة من مطويّات ومعلّقات وملصقات وومضات تحسيسية وأشرطة فيديو بالاضافة الى تنظيم ملتقيات تكوينية لفائدة أطباء الخطوط الأمامية.