هل يمكن أن يتوقع الوطن غير الأذى هدية من يساري هو في حقيقته وكيل نبيذ فرنسي وسجائر أمريكية وناشط في عصابات تجارة الشنطة السياسية..؟ هل يمكن أن يتوقع الوطن غير الطعن في الخلف بخنجر مغموس في ثقافة الغدر والمناورات الدنيئة ممن خبر قدرتهم على اطلاق الوعود بالجنة ولا يعطون غير الجحيم؟ هل يمكن أن يتوقع شعب يعمل ويجهد ويبدع خيرا ممن اكتفوا بالجلوس على الربوة وتفننوا في لعب دور الصراصير؟ هل يمكن أن يصدق شعب تونس سمسارا ينظم القصائد في حب الأرض والدفاع عن مصالحها وهو يبيعها تحت الأضواء الكاشفة دون تلعثم أو حد أدنى من الحياء بمقابل زهيد يتمثل في عرض صورته وهو يجسد دور المرابي ودور شاهد الزور ومروج الأوهام ودور مسيلمة الكذاب؟ الاجابة لا تحتاج الى كبير عناء.. إنها لن ولا إذ يكفي أن تنظر في وجه الشماري أو بن سدرين أو عمر المستيري حتى تكتشف أن القناع الشمعي الذي يرتدونه يتآكل بل سقط في الاختبار الوطني منذ سنوات.. أن يقف هؤلاء الموتورون ضد مصالح شعبهم أمر لم يباغتنا لأننا شعب قد خبر هذا الرهط في منازلات أخرى كانوا فيها سيوفا وخناجر وحرابا علينا لا معنا، ألم يشاركوا من قبل في محاولة ضرب السياحة الوطنية وحرمان آلاف التونسيين من مورد رزقهم وصفقوا طويلا لصاحب المسرحية الفاشلة والركيكة البهلوان مينار. إننا شعب يملك من الذكاء والفطنة ما يمكننا من قراءة المواقف على حقيقتها لا كما يسوقها سماسرة اليسار عبر بيانات تحتاج الى دبلجة لأنها كتبت في الأصل بغير لغتنا أو من خلال تصريحات في فضائيات العار والنفط والغاز المضللة. هل من حرية التعبير في شيء محاولة تحويل الاختلاف في الرأي والمقاربة الى خلاف حول الوطن؟ وهل النيل من مصالح البلاد الحيوية والاستراتيجية يمكن إدراجه في خانة الديمقراطية أم هو أساسا ترجمة سافرة وأمينة للانتهازية السياسية وتغليب المكاسب الذاتية والفئوية على حساب مصالح شعب بأسره؟ أليس من حق هذا الشعب وهو يرى فصول المسرحية تنكشف أمامه ويرى أبطالها يعقدون القران مع أعدائه ويسعون علنا لاغتياله أليس من حقه أن يخضع هؤلاء للمساءلة بتهمة التآمر والخيانة؟ حقا وكما قال أحد المفكرين «كلما صغر العقل زاد الغرور»، والوقائع تدل على مدى صغر عقل هؤلاء وحجم غرورهم الذي زيّن لهم امتلاك القدرة على الوقوف حجر عثرة في طريق ارتقاء الوطن والشعب الى مراتب أعلى ومتقدمة وتأكيد جدارته باحتلال موقع ريادي تحت شمس المعمورة.. لقد نسي هؤلاء وهم يعترضون على حصول بلدهم على مرتبة الشريك المتقدم مع الاتحاد الأوروبي تلك الحقيقة الساطعة التي قالها فرنسي ويبدو أنهم أسقطوها من بين الدروس التي لقنوها وأدمنوا حفظها.. يقول سانت اكسوبيري «نحن لا نرث الأرض من أسلافنا، بل نقترضها من أطفالنا».. فكيف يدعي الوطنية من خذل الأسلاف من المناضلين والوطنيين الشهداء ويسعى جاهدا لسحب الأرض من تحت أقدام أطفالنا وحرمانهم من مستقبل أكثر إشراقا من حاضرنا الزاهر.. لا يكفي أن تلبسوا قناع الضحية لتبرروا هذه الخيانة الموصوفة وإقدامكم على عقد الصفقات المشبوهة للنيل من سيادة شعب ومصالحه.. فكفوا عن الاستهتار بوعينا والضحك على عقولنا.. فقد سقطت الأقنعة..