إن احتفال الشعب التونسي بمرور 22 سنة على التحول المبارك يتزامن مع الانتصار الباهر لسيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي في الاستحقاق الرئاسي ليوم 25 أكتوبر 2009. هذا الانتصار الذي يبرهن على مدى التفاف التونسيين والتونسيات حول صانع التحول وقائد التغيير رجل الانقاذ والمصالحة الوطنية والانجازات والمكاسب. إن الشعب التونسي بجميع مكوناته أراد من خلال هذا الاجماع التعبير عن الاعتراف بالجميل لسيادة الرئيس الذي أنقذ تونس فجر السابع من نوفمبر 1987 من الفوضى والافلاس والانزلاق في هوة المجهول حتى صار بلدنا العزيز وبعد مرور عقدين من الزمن نموذجا يحتذى به في جميع المحافل الدولية لما حققه من تطور على درب الحداثة والنمو والتضامن وجودة الحياة. وبالنسبة للاقلية الذين يتجاهلون ما كان عليه الوضع الامني والمعيشي المتردي قبيل يوم السبت 7 نوفمبر 1987 وحالة الخوف والهلع التى كانت عالقة بنفوس جميع التونسيين والتشاؤم الكبير الذي كان يسود غالبية المواطنين خاصة منهم رجال الاعمال والمستثمرين نذكر هؤلاء بما آل إليه الوضع المالي على مستوى البنك المركزي خاصة والذي خلى من العملة الصعبة حيث وقبيل عملية التغيير لم يكن لدينا احتياطي من العملة الصعبة بما يمكننا من الاستيراد ولو ليوم واحد أما الان ولاول مرة في تاريخ تونس لدينا احتياطي من العملة الصعبة ما يمكننا من الاستيراد لفترة تفوق 6 أشهر (184 يوما) كما نذكر من لا ذاكرة له بتقارير البنك العالمي (BM) و صندوق النقد الدولي (FMI) ومنتدى دافوس وغيرهم من المنتديات الاقليمية والعالمية بترتيب تونس على مستوى جميع الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية الاجتماعية والبيئية وجودة الحياة هذا دون أن ننسى المكاتب المالية العالمية التى تتمنى أن نقترض منها اعتبارا للسمعة الطيبة التى نتمتع بها من حيث المصداقية المالية ومن حيث تسديد القروض في إبانها وفي مواعيدها. نذكر كذلك بنسبة النمو التي تعرفها تونس منذ عقدين من الزمن والتى هي بمعدل 5% رغم المناخ العالمي المضطرب وليعلم المشككون أنه منذ اندلاع "الازمة الاقتصادية العالمية" أواخر جويلية 2008 أن تونس أنقذت خلال هاته المدة أكثر من 50 ألف موطن شغل في حين أن الازمة المالية في الولاياتالمتحدةالامريكية أفلست ما يناهز 90 مؤسسة بنكية وأحالت على البطالة ما يناهز 7 مليون عامل في حين أن في تونس ورغم الصعوبات بقيت المفاوضات الاجتماعية قائمة الذات كذلك الزيادة في الاجور علما أنه وفي عديد البلدان الاوربية تسعى المؤسسات بموافقة العمال التلقائية التخفيض من الاجور والمرتبات حفاظا على مواطن الشغل. إن مكاسب تونس العهد الجديد لا تحصى ولا تعد ولا يمكن أن يتجاهلها لا القاصي ولا الداني فمعدل الاعمار إرتقى اليوم في تونس إلى 74,8 سنة وهي مرتبة عالمية بالاساس 80% هي نسبة التونسيين الذين يملكون مساكن، نفس النسبة تمثل الطبقة الوسطى في البلاد نسبة الفقر انخفضت إلى أقل من 4%: 370.000 طالب أموا الكليات والمدارس العليا هاته السنة وأكثر من 80000 منهم يتمتعون بمنح دراسية وهو أمر لا يتوفر في عدة بلدان متقدمة حيث أن الدراسة فيها غير مجانية إلى غير ذلك من المكاسب التى لو تماديت على ذكرها ربما أصل إلى ذكرى 23 من التحول أو أكثر. لقد راهن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي على العنصر البشري وكسب الرهان من خلال التفاف كافة التونسيين حول توجهاته وبرامجه رائدهم الاخلاص في العمل والتفاني فيه في جميع المجالات كما راهن على المرأة التى دعم مكاسبها السياسية والاجتماعية من خلال التنقيحات الايجابية التى طالت مجلة الاحوال الشخصية وأصبحت المرأة في تونس عنصرا فاعلا في التنمية وفي سائر مجالات الحياة وأخذت مكانتها التي تستحق في المجال السياسي التعددي واعتلت أولى المناصب. إن نجاحات تونس تمثل صفعة لكل من آلوا على أنفسهم أن يعيشوا غرباء عن الوطن وارتموا في أحضان الاجنبي بغية الاستقواء به كمن يصطاد في الماء العكر وآثروا التمسح أمام أبواب السفارات الاجنبية لبث الاكاذيب والاشاعات الواهية ضد وطنهم معبرين عن فقدانهم للروح الوطنية وسلوكهم هذا لا يعدو أن يكون إلا خيانة عظمى لوطنهم فلم تنطلي ألاعيبهم على التونسيين الاحرار الذين سئموا تصرفاتهم ويطالبون بتطبيق القانون في شأنهم اعتبارا وأن القانون يعلو ولا يعلى عليه. إن الشعب التونسي الذي بايع قائده الفذ يوم 25 أكتوبر 2009 بايعه لخصاله العديدة والمتعددة من وطنية وشجاعة وروح المسؤولية بايعه لخبرته الكبيرة في قيادة شعبه بايعه لرؤاه الشاملة والاستشرافية بايعه للحفاظ على المكاسب بايعه لمواصلة الانجازات بايعه لمزيد من النما والازدهار بايعه لانه الضامن الوحيد لمستقبل تونس.