اتهامات خطيرة تتجاوز أسوار السرية لتدرك العلنية وتتجه سهامها نحو الرابطة الوطنية المحترفة ومن ورائها الجامعة التونسية لكرة القدم خاصة حين يطل لاعب من الاتحاد المنستيري وهو علاء الدين قوّام ليؤكد أن الرياضيين كلهم يدركون الحقائق ويعرفون أنه من الصعب جدا أن يفوز أمل حمام سوسة على حساب الترجي الرياضي في الملعب الأولمبي بالمنزه وينتصر مستقبل القصرين على حساب النجم الساحلي في الملعب الأولمبي بسوسة مضيفا بأن الاتحاد المنستيري ذهب ضحية تلك الممارسات. كما أن رئيس المستقبل الرياضي بالقصرين محمد الزعبي لم يتردد في التأكيد على أن فريقه دفع ثمن «التطاول» على «الكبار» خاصة أننا نعلم جميعا أن مستقبل القصرين أطاح بكل من الترجي والافريقي والنجم والصفاقسي. مثل هذه المعطيات وغيرها يقول عنها البعض في مشهدنا الكروي أن التلاعب حصل في شأنها في مختلف الملاعب وكأن بعض الأندية لا «حق» لها في الانتساب إلى صفوة النخبة.. وهي نقاط طرحناها على رئيس الجامعة السيد علي الحفصي فلم يتردّد في الاجابة بعفويته وصراحته المعهودتين قائلا: «في البداية وعلى الرغم من أن عملنا في المكتب الجامعي الجديد لم يتجاوز الأسبوعين فقط، فإنني لا أتهرب من المسؤولية بصفتي رئيس الرابطة المحترفة المستقيل حين تحمّلت مسؤولية رئاسة الجامعة ولذلك فإنني أجيب مؤكدا أن ما يُقال يبقى مجرّد اتهامات والمتهم يبقى بريئا طالما لم تثبت إدانته وأعتقد أنه وفي صورة تأكيد أيّ طرف وبشكل قانوني وكتابي أنه مظلوم أو أن التلاعب حصل بصفة فعلية في هذا الملعب أو ذاك و تجلّت حقيقة أكدها هذا الحكم أو المراقب أو غيرهما من أن التلاعب حصل فإننا لن نتردّد في فتح التحقيق وبكل جزئياته ونستضيف كل من له صلة بالوضعية لاستجلاء الأمر والتعمق في تفاصيله وذلك بالتنسيق مع الرابطة الوطنية المحترفة وهي الهيكل المشرف على هذه المسابقة باعتبار أن تونس دولة القانون والمؤسسات.. والجامعة جزء لا يتجزأ من المؤسسات الوطنية الموكول لها الاشراف على كرة القدم في البلاد وبالتالي فإن كل طرف له الحق في الطعن وفي أي قرار والاستئناف أيضا بشرط أن تكون له الحجج والبراهين والأدلة التي يعتمدها.. أما في غير ذلك، فإن الكلام يبقى مجرّد كلام.. والاتهام يبقى سهلا.. ولكنه خطير ومن المفروض أن لا يصدر من أي مسؤول لأنه «مسؤول». ومن جهة أخرى، فإن الجامعة ومتابعة منها لكل المباريات التي تعتبر أكثر من غيرها على مستوى الرهانات كانت كلفت أعضاء من المكتب الجامعي للمتابعة والمراقبة فتحول السيد محمد عطاء الله الى قفصة من أجل متابعة لقاء القوافل والملعب التونسي والأستاذ محمد الهادي الفوشالي تواجد في صفاقس لمتابعة مباراة «السي.آس.آس» والاتحاد المنستيري والسيد الناصر كريم كان في سوسة من أجل لقاء النجم والقصرين والدكتور شفيق جراية في المنزه من أجل مقابلة الترجي وأمل حمام سوسة. ونحمد الله أن كلاّ منهم دوّن تقريره حول المهمّة المكلف بها ومن المفروض أن نتلقى تلك التقارير في مواعيدها حسبما يضبطه القانون.. كما أن المكتب الجامعي لم يتردّد في تحميل كل طرف مسؤوليته كاملة من أجل أن تدور المباريات كلها في كنف النزاهة والشفافية.. إلا أن المسألة وفي ظل الرواسب وبعض «العقليات» تبقى وللأسف الشديد خاضعة للتشكيك في كل نتيجة عند تدحرج كل فريق أو حصول أي شيء لا يخدم مصلحته ولكنني مدرك حق الادراك أن المتعقلين الذين لا يتسرّعون في اتخاذ القرارات وتوجيه أصابع الاتهام لهذا أو لذاك لن يسارعوا باللوم إلاّ على أنفسهم باعتبار أن هذا الفريق أو ذاك وبشكل منطقي جدا لو انتصر مثلا ولم يهدر فرصه بما في ذلك ضربات الجزاء ليس في هذه المباراة الأخيرة فقط وإنما خلال موسم كامل لربما ضمن بقاءه. مستقبل القصرين هو أيضا كبير.. ولكن وحول ما صرّح به رئيس مستقبل القصرين قال علي الحفصي: «لسي محمد الزعبي الحرية بأن يصرّح بما يريده ونحمد اللّه أن في بلادنا فصلا دستوريا ينص على حرية الرأي والتعبير غير أن سي محمد وحسب ما أعرفه يبقى رجلا طيبا ورياضيا نقيا، ولذلك فإن ما أشار إليه حول دفع فريقه (مستقبل القصرين) ثمن «تطاوله» على «الكبار» قد يكون من باب التعليق فقط ودون تأويلات باعتبار أن فريق عاصمة السباسب الذي استفاق مؤخرا كاد يضمن بقاءه لو حقق فوزه على الفرق المنافسة المباشرة له، أي التي تلعب مثله من أجل ضمان البقاء باعتبار أن في ذلك تقليصا للنقاط من رصيد المنافسين المباشرين وتدعيمها لفائدته وهو ما لم يحصل إلا نادرا.. وفي المقابل فإنه فعلا أكد أنه كبير حين فاز على الترجي والافريقي والنجم والصفاقسي غير أنني شخصيا أعتبر كل أندية الرابطة المحترفة الأولى كبيرة بما في ذلك مستقبل القصرين والاتحاد المنستيري اللذين شاءت الظروف أن يسجلا مغادرتهما للرابطة الأولى اعتمادا على قانون اللعبة». آخر الكلام وفي آخر كلامه لم يتردّد الحفصي في التأكيد أن كل الأندية سواسية أمام القانون ولا فضل لهذا عن ذاك وأن المكتب الجامعي الجديد عاقد العزم على العمل ثم العمل فقط، راجيا تبديد عمليات التشكيك والتأويلات السلبية التي لا تزيد كرتنا إلا جراحا في الوقت الذي ينادي فيه الجميع بالتكامل والانسجام وتضافر الجهود من أجل إعادة الاعتبار والاشعاع لمشهدنا الكروي الذي من المفروض أن يعود طالما أن الارادة قوية والعدل والانصاف هما الأساس الجوهري للنجاح..