فضاءات الموارد والإعلام أو المكتبات الرقمية تجربة انطلقت خلال الموسم الدراسي الحالي في مجموعة من المؤسسات التربوية التونسية، التجربة مازالت فتية إذ لم يمض على الشروع فيها إلاّ بعض أشهر ومع ذلك فقد تجمّعت جملة من المؤشرات الإيجابية على نجاح هذه التجربة. «الشروق» استخبرت عن حال بعض فضاءات الموارد والإعلام ومنها ذلك الموجود في معهد طه حسين بمقرين فكان رد الخبر إيجابيا. للتذكير بداية فإن هذه الفضاءات هي عبارة عن مكتبة توظف فيها إضافة إلى الكتب والمجلات والمطبوعات المختلفة مجموعة من وسائط الاتصال الحديثة والأجهزة الرقمية على غرار الحواسيب والانترنات والشاشات التفاعلية والسبورات الالكترونية ومختلف الوسائل السمعية والبصرية للحفز على المطالعة والبحث والدراسة كما تتوفر هذه الفضاءات على درجة رفيعة نسبيا من الرفاهة والجاذبية على غرار مكيفات الهواء والمقاعد المريحة والستائر بل وموزعات المشروبات الآلية.. التجربة في ولاية بن عروس انطلقت في معهد طه حسين بمقرين وكشفت عن حصاد طيّب ومؤشرات نجاح مشجعة فالفضاء نجح في لفت انتباه التلاميذ إليه واستقطب أعدادا كثيرة منهم كما تحول إلى مقصد يؤمه الأساتذة في دروسهم النموذجية وفي الدروس الشاهدة التي يحضرها زملاؤهم من معاهد مختلفة وبحضور إطار الإشراف البيداغوجي. فضاء الموارد والإعلام بمعهد طه حسين بمقرين مثل كذلك محور اهتمام المعنيين بالشأن التربوي في جهة بن عروس إذ راج صداه بين العديد من مؤسسات التعليم لا سيما وهو حسب ما علمناه مفتوح أمام مختلف مؤسسات التربية والتعليم بالجهة لزيارته والاستفادة من خدماته ريثما تعمّم تجربته تدريجيا في مختلف المعاهد والمدارس... فضاءات الموارد والإعلام تجربة انطلقت نموذجيا في بعض المعاهد التونسية مع أمل نشرها ويبدو أن مؤشرات نجاحها ستشجع على المضي قدما في تعميمها وتعهدها على نحو يكرّس عملية تحديث المؤسسة التربوية التونسية واستعمال الوسائط الاتصالية والتعليمية العصرية فيها بقي أن نشير في الأخير إلى أن نجاح هذه التجربة واستقطاب الفضاء المخصص لها لأعداد متزايدة من التلاميذ والأساتذة يطرح بالضرورة الحاجة إلى مراعاة عنصر اتساع هذه الفضاءات بما يناسب وظائفها المتعددة كما يطرح الحاجة إلى دقة تنسيق التصرف فيها و استعمالها.