تجدّدت أمس المواجهات في أطراف الفلوجة بعدما صدّت المقاومة الليلة قبل الماضية محاولة أمريكية لاقتحام الحي الصناعي بينما تكبد ال»مارينز» في صدامات سابقة بالرمادي قتيلين على الاقل... وفي بعقوبة وهي أحد أهم معاقل المقاومة في محيط بغداد، لجأت قوات الاحتلال مجددا الى سياسة الارض «المحروقة» من خلال اتلاف البساتين بالنار في محاولة للتوقّي من ضربات المقاومين. وبدأت المواجهات الجديدة بين المقاومة وقوات الاحتلال في الحي الصناعي بالفلوجة في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية وتواصلت الى غاية صباح أمس ثم استؤنفت عصرا. معارك وخسائر اضافية ونقلت وكالة الانباء الالمانية عن شهود قولهم ان القتال اندلع حين توغلت دورية امريكية تضم 4 آليات في الحي الصناعي. وأوضح الشهود ان رجال المقاومة قصفوا الدورية الامريكية بمدفعية الهاون وأجبروها على التراجع، وقالت الشرطة العراقية ان المواجهات انتهت صباح أمس. وقال العميد صبّار الجنابي قائد شرطة المدينة لوكالة الانباء الألمانية ان قائد وحدات ال»مارينز» المنتشرة في محيط الفلوجة العقيد «جون تولون» قدّم اعتذاره عن دخول الدورية الى الحي الصناعي على وجه الخطإ. ونقل الجنابي عن الضابط الامريكي تذرّعه بأن جنوده وصلوا الى المدينة قبل أقل من أسبوع وأنهم يجهلون طبيعة المنطقة. وذكرت مصادر محلية ان أضرارا لحقت بعدد من المتاجر في الحي الصناعي. وقد تجدد القتال عصر أمس مخلفا شهيدين على الأقل و12 جريحا. وذكرت قناة «الجزيرة» ان القوات الأمريكية تراجعت إلى مواقع متأخرة بسبب هجمات صاروخية عنيفة للمقاومة. وكان 13 شهيدا على الاقل قد سقطوا في القصف الامريكي للفلوجة في الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة فيما تحدث الجيش الامريكي عن 20 شهيدا زاعما ان الضحايا من المقاومين. وفي الليلة التي تعرضت فيها الفلوجة لقصف جوي وبري بطائرات ال»اف 16» والمدفعية الثقيلة، كانت مدينة الرمادي المجاورة قد شهدت اشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال اسفرت عن مصرع جنديين امريكيين وفق ما جاء أمس في بيان امريكي يحمل توقيع «القوة متعددة الجنسيات». وقال البيان ان الجنديين توفيا متأثرين بالاصابات الخطيرة التي تعرضا لها مشيرا الى انهما اصيبا في حادثتين منفصلتين. وباعتبار هذين القتيلين من ال»مارينز» بلغ عدد الجنود الامريكيين الذين لقوا حتفهم في عمليات المقاومة منذ الاول من ماي من العام الماضي، 677 قتيلا حسب ارقام البنتاغون. وقصف مقاومون مساء أمس القاعدة الأمريكية في مطار كركوك بصواريخ الكاتيوشا. الارض المحروقة ومع ان كفة المواجهة تميل الى القوات الامريكية باعتبار التفوق العسكري الا ان الامريكيين الذين ارهقتهم عمليات المقاومة الى حدّ كبير، لجؤوا مجددا الى سياسة الارض المحروقة من خلال تدمير البساتين في بعقوبة بدعوى منع رجال المقاومة من استخدامها لمهاجمة القوافل والدوريات الامريكية. ويقتدي الامريكيون في هذا بالقوات الصهيونية التي تقوم بانتظام بجرف البساتين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال شهود ان القوات الامريكية قامت أمس بحرق عدد من البساتين الواقعة قرب الطريق العام الذي يصل مطار المدينة بقاعدة امريكية قريبة. وفي السابق كانت قوات الاحتلال قد فعلت الشيء نفسه في معاقل اخرى للمقاومة وقامت ايضا بهدم منازل بدعوى استخدامها من جانب المقاومين العراقيين اثناء مهاجمة أهداف امريكية.