حدث هذا قبل 3 أشهر بجهة مفترق قصر المعارض بالكرم، وقد تمّ إيقاف المظنون فيهما ووجهت لهما الدائرة المختصة جريمة تحويل وجهة شخص باستعمال السلاح وحمل ومسك سلاح أبيض دون رخصة والسكر الواضح وإحداث الهرج والتشويش وتضاف للأول جريمة الاعتداء بالعنف الشديد على موظف عمومي حال مباشرته لوظيفته والناجم عنه جرح والإضرار عمدا بملك الغير. وتمّت إحالتهما على أنظار الدائرة الجنائية بابتدائية تونس لمقاضاتهما. وحسب ما جاء في ملف القضية فإنه وأثناء مباشرة دورية أمنية نظامية لعملها بمفترق قصر المعارض بالكرم وحوالي السادسة مساء لفت انتباه عوني أمن انبعاث أضواء الطريق من داخل سيارة أجرة في إشارة لطلب النجدة من طرف سائقها الذي أمراه بالتوقف، حين لاحظا وجود شخصين أحدهما كان يلكم السائق ويفتح الباب محاولا الفرار، فتمّ الامساك به في حين عمد الثاني الى الاعتداء على أحد العونين بالسكّين التي بحوزته ومن ثمّ تمّ إيقاف أحد المشبوه فيهما داخل الغرفة البلورية المثبتة بمفترق الطرقات إلا أنه شرع في تهشيم بلورها واستعمل شظاياها في الاعتداء على نفسه. تهديد بالاعتداء وبسماع سائق سيارة الأجرة أكد تعرّضه لعملية تحويل وجهة وللإعتداء والتهديد مؤكدا أنه كان يباشر عمله بجهة الكرم الغربي حين استوقفه نفران على مستوى الطريق الرئيسي وطلبا منه ايصالهما الى أحد الأحياء القريبة وركب أحدهما الكرسي الأمامي في حين جلس الثاني بالمقعد الخلفي ومن ثم سلك الطريق المؤدي الى منطقة العوينة إلا أنه وباقترابه من أحد المفترقات عمد الشاب الذي يجلس خلفه الى تهديده بوضع سكين على رقبته، وأمره بعدم التوقف إذا أمرته دورية الشرطة بالوقوف، وحين تأكد من خطورة الوضع، وتولى القيام بالاشارة الضوئية لجلب انتباه أعوان الأمن، ففهم العونان مقصده وأوقفوه الى حاشية الطريق وطوّقا سيارة الأجرة. وأكد السائق أنه لم يصدر من الشابين السوء إلا بعد مشاهدتهما لأعوان الأمن وأنه لم يشاهد السكين لكنه أحسّ بوخزها. حجز سكين وبسماع العونين أكدا ما جاء على لسان السائق من أنهما طوّقا السيارة لكن أحد النفرين هاجمهما بسكين كبيرة الحجم تمّ حجزها على ذمة القضية. انكار وبسماع المظنون فيهما أنكرا جملة وتفصيلا التهم المنسوبة إليهما وأكدا أنهما التقيا في تلك الأمسية باعتبارهما أقارب، ومن ثمّ رغبا في العودة الى منزلهما، لكن وسائل النقل كانت مكتظة فخيّرا إيقاف سيارة أجرة، لكن بوصولهما الى مستوى معرض الكرم استوقفتهما دورية أمنية وتمّت مطالبتهما ببطاقة التعريف الوطنية إلا أنهما لم يكونا يحملان أية وثائق فخيّرا فتح الباب والفرار من المكان، لكن فشلت المحاولة وأمكن لأعوان الأمن إيقافهما، وبعرض المحجوز المتمثل في سكين كبيرة الحجم مقبضها من البلاستيك المقوى طولها حوالي 40 صنتمترا وشفرة حلاقة نفى كل واحد منهما أن تكون تابعة له كما نفيا تهديدهما للسائق. مكافحة وبإجراء المكافحة القانونية بين المظنون فيهما والشهود والشاكي تمسّك كل واحد بتصريحاته المسجلة عليه لدى باحث البداية. الدائرة المختصة رأت أن ما قام به المتهمان من عملية التهديد لمنع السائق من التوقف لإشارة أعوان الأمن، قد سلبت إرادته في قيادة الوسيلة وهو ما يتوفر في أركان جريمة تحويل وجهة شخص باستعمال السلاح، كما أن قيام أحد المتهمين بإصابة عون أمن بواسطة السكين على مستوى يده حيث أصيب بجرح عميق استوجب راحة ب3 أسابيع يشكل في شأنه جريمة اعتداء على موظف أثناء قيامه بواجبه، إضافة الى الاعتداء الحاصل على الاطارات البلورية المثبتة بالغرفة الموجودة بالمفترق يجعل في شأنه جريمة الإضرار عمدا بملك الغير ثابتة. وبذلك قرّرت الدائرة المختصة قبول مطلبي الاستئناف شكلا ورفضه أصلا وتأييد قرار ختم البحث المطعون فيه وتوجيه التهم المذكورة على المتهمين (19 عاما) و(20 عاما) في انتظار مقاضاتهما.