[email protected] الناس معادن... فيهم الذهب وفيهم النحاس... لكن لسوء حظنا أن سوق المعادن هذه اختلط فيها الحابل بالنابل وصار من الصعب جدا فرز الرجال مهما كانت دقة «أمين السوق» لذلك لم نعد نعمل ب«الطابع» لأنه لا قيمة له وسط «عجّة» المعادن... والسيد ماهر القروي واحد من الرجال الأصيلين ممّن لم تغيّرهم المسؤوليات ولا بذخ الحياة لأنهم بكل بساطة قُدّوا من تبر وليس من تراب الحظ وتراكمات الظروف... فهذا الرجل الذي يكاد لا يعرفه أحد كتب اسمه بأحرف ذهبية في سجل الرياضة التونسية لا لشيء سوى أنه آمن برسالته وبمبادئه التي دخل من أجلها الى عالم الرياضة وطبّقها رغم أنف من يعتبر نفسه أكبر منه... هذا «الرجل» (وما أندر من يستحق هذه الكلمة) رفض أن يُعامل مراسل صحفي أو بالأحرى «مجرد مراسل» كما قالها علي بعبورة يوما في أحد البرامج التي يقدمها «مراسل سابق» لإحدى صحف دار الأنوار... قلنا رفض أن يعامل مراسل صحفي بمنتهى الاحتقار بطريقة يندى لها جبين النجم الساحلي شيخ الخامسة والثمانين خاصة أن هذا المراسل ليس إلا زميلنا الكبير سنّا وقدرا وأصلا محمد باللطيفة الذي أمضى أكثر من ربع قرن في هذه المهنة الشريفة وعمل مع جهابذة حقيقيين قادوا سفينة النجم الساحلي برصانة الكبار وحكمة الكبار ولم يجد منهم غير التبجيل والاحترام لأنه أهل لذلك طالما لا يمدّ يديه إلا ليمسك قلم العفّة ويخطّ أحرف الحقيقة بكل ثقة. السيد ماهر القروي نائب رئيس الجمعية رفض بعزة الكبار أن يتم منع مراسلنا الكبير محمد باللطيفة من القيام بواجبه المهني... ورأى في إيقاف زميلنا العزيز الكبير المحترم أمام الباب الرئيسي لمركب النجم من طرف «عسّاس» (ولا أهين هذا العامل الشريف) إهانة ما بعدها إهانة ليس لمراسل الجريدة الأوسع انتشارا في تونس وإنما للاعلام ككل في زمن الطفيليين المتسلقين لسلم الأضواء بفعل فاعل... السيد ماهر القروي لم يكفه شرف الرفض في زمن «الوي وي» بل انه قدّم استقالته رسميا الى الهيئة المديرة التي كانت وراء قرار المنع بطريقة لا تشرّف فريقا أحببناه ووضعناه في بؤبؤ العين وعزاؤنا الوحيد أن هؤلاء عابرون ولا تبقى إلا ندوبهم ونجمة الساحل العابقة بالأصالة. سيدي الكريم ماهر القروي والله لا أعرفك اسما ولا جسما لكن لي الشرف الكبير أن أخطّ عنك هذه الأحرف التي مهما صوّرت موقفك فإنها تظل باهتة ولا يمكن أبدا أن تطال شموخك في زمن الأقزام... على جناح الألم أخي وزميلي وصديقي محمد باللطيفة، نعرف معدنك وندرك جيدا أن أيادي العبث لن تقدر عليك... فالقلم قدرك فاكتب لتستريح واعمل بمقولة «أبو عمار»... «يا جبل ما يهزّك ريح»...