لقي شقيقان (22 و24 عاما) حتفهما صباح أمس الجمعة صعقا بالكهرباء عند أعلى عمود كهربائي بمنطقة «بئر الشرفاء» الفلاحية بمعتمدية بوحجلة بولاية القيروان. وقد تعرض الأول للصعقة عند صعوده أعلى العمود لمعالجة أحد الاسلاك. وعندما لحق به شقيقه لإنقاذه تعرض الى نفس المصير. وقد تمّ اعلام النيابة العمومية التي تحولت الى عين المكان للمعاينة قبل الاذن بعرض جثتي الشقيقين الى التشريح والاذن بالتحقيق الى اعوان الحرس الوطني. كما تولت ادارة اقليم «الستاغ» بالقيروان فتح تحقيق في الغرض. ولا تزال المعطيات غير واضحة المعالم غير ان بعض المصادر رجحت ان يكون سبب تسور الهالك الاول للعمود الكهربائي قصد تحويل الطاقة بهدف الرفع من طاقة عداد الكهرباء للمحرك الآلي للبئر الفلاحية بقطعة الأرض التي تملكها أسرة الشقيقين. بينما مثلت الواقعة فاجعة لذويهما وهزت مشاعر أبناء قرية «بئر الشرفاء» خاصة وان الشابين يعرفان بحسن سيرتهما وجديتهما في خدمة الأرض. المعطيات الأولية لا تزال متضاربة بين الجهات المعنية حول حقيقة الأمر نظرا لعدم توفر شهود عيان غير الشقيقن الهالكين(22 سنة و 24 سنة) ابان الواقعة. ويفيد ما توفر من معلومات لدى «الشروق» من مصادر متعددة رسمية وغير رسمية، ان الشقيقين توجها صباح امس الجمعة الى العمود الكهربائي القريب من محل اقامتهما بمنطقة «بئر الشرفاء» بقرية الشرايطية التي تبعد نحو 12 كلم عن مركز معتمدية بوحجلة من ولاية القيروان. ويبدو (حسب الأبحاث الأولية دائما) أن أحد الأشقاء صعد أعلى العمود (قرب مدرسة المنطقة) وبيده سلك كهربائي قصد وصله بالتيار الكهربائي منخفض الضغط (مبدئيّا) بهدف الحصول على طاقة مضاعفة(أو مجانية) لتشغيل المحرك الكهربائي للبئر الفلاحي قصد ري الزرع. ويبدو(استنادا لما يتوفر من معطيات) أن الشاب تعرض الى صعقة كهربائية أثناء وصله سلكا نحاسيا بالتيار الكهربائي للعمود بسبب عدم أخذه احتياطات السلامة من جهة ونظرا لشدة الصعقة الكهربائية التي ألصقت جسد الشاب بالعمود وشلت حركته. وأكدت بعض المصادر ان الشقيق الثاني الذي كان يتابع تحركات شقيقه من أسفل العمود القريب من مسكنهما شاهد ما يتعرض له شقيقه فهرع الى الاعلى قصد انقاذه وتخليصه من الحقل الكهربائي لكنه بمجرد لمسه شقيقه في محاولة لجذبه دون عازل انتقلت الشحنات الكهربائية من جسد الاول الى شقيقه الذي تعرض الى صعقة أشد (بحسب فنيين في الكهرباء). وقد أدى ذلك الى وفاة الشقيقين على عين المكان بدقائق متفاوتة قبل ان يتم التفطن اليهما وهما معلقان أعلى العمود الكهربائي وإنزالهما مفارقين الحياة بحضور الجهات الامنية. معطيات «ضبابية» وقد تحولت الجهات الامنية (الحرس الوطني) وممثلون عن النيابة العمومية الى مكان الواقعة. وبعد معاينة الجثتين أذنت النيابة العمومية بوضعهما على ذمة الطب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة قبل الاذن بالبحث في الواقعة الى اعوان الحرس الوطني بالجهة. من جهتها تولّت ادارة اقليم «الستاغ» بالقيروان اجراء تحقيق في الواقعة واكد مصدر مسؤول انه تم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة وتوكيل الامر الى الفنيين المسؤولين عن السلامة والتأمين مؤكدا عدم توفر معطيات واضحة الى حد الآن مؤكدا انها «ضبابية». فاجعة مضاعفة الواقعة مثلت فاجعة كبرى لعائلة الهالكين بفقدانهما في وقت واحد وهما من خيرة ابناء القرية ويعرفان بحسن سيرتهما بين أقاربهما وجيرانهما كما يعرفان بحبهما لخدمة الارض وتعلقهما بالعمل الفلاحي وسط قرية «الشرفاء» الهادئة. وبين أحد أقارب العائلة ان الفاجعة قلبت سير حياة القرية المتواضع رأسا على عقب فكانت الفاجعة مضاعفة. وأكد البعض ان عملية تحويل الطاقة مباشرة من العمود الكهربائي يقدم عليها عدد كبير من الفلاحين بسبب ارتفاع تكلفة الطاقة في الإنتاج من جهة والخشية من عدم احتمال الطاقة المتوفرة بالعداد الى شدة ضغط العمل خاصة وان أبناء منطقة بوحجلة يعرف عنهم تمسكهم بالأرض والعمل الفلاحي. وينتظر ان يتم استكمال البحث للتعرف على تفاصيل الحادثة التي راح ضحيتها شابان في ريعان الشباب.