بعد تتويجه بكأس تونس مع الأولمبي الباجي وإرتفاع أسهمه في بورصة التدريب تعدّدت الإتصالات الصحفية من الزملاء الجزائريين لإجراء حوارات مع المدرب رشيد بلحوت الذي كان كلامه حينا مغرقا في الديبلوماسيّة وأحيانا واضحا ومباشرا وصريحا. ففي حديث نشرته له صحيفة الفجر اليومية أبدى بلحوت سروره الكبير بهذا التتويج الذي حققه مع الأولمبي الباجي الذي تمكن «من إعادته إلى الواجهة بعد طول غياب. فلم تذهب مجهودات الفريق ككل سُدى وقد تعبنا كثيرا حتى وصلنا إلى هذه النتيجة. فمن الصعب على أي فريق وضع الكأس كهدف، لكن تواجدنا في وسط الترتيب بالبطولة جعلنا نرمي بكل ثقلنا في الكأس وبالتدريج كبرت الطموحات وكانت النهاية سعيدة خاصة وأن باجة لم تفز بأي لقب منذ كأس1993». ويضيف الفني الجزائري ردّا على سؤال يتعلق بمساهمة اللاعبين الجزائريين قطاي والعمري في تتويج الأولمبي بكأس 1993 بأن «صور الفريق المتوّج عام 1993 ما تزال تملأ كل باجة التي لم تنس المايسترو قطاي، و أهل باجة يقدرون لاعبي ومدربي الجزائر ويعتبرونهم فأل خير عليهم وهو ما حدث». وحول توقعه من عدمه للتتويج مع فريق اللقالق قال بلحوت «أنا مدرب طموح وقد ركزت كثيرا على الجانب البسيكولوجي ووفقت في ذلك رغم نقص خبرة فريقي، فأندية الغرب التونسي من الصعب عليها مواكبة «الريتم» الذي تفرضه أندية العاصمة العملاقة كالترجي أو الإفريقي أو من الجنوب وفي مقدمتهم النجم الساحلي والنادي الصفاقسي، كما أنّ كل فريق يصل إلى النهائي يحلم بأن تكون خاتمته مسكا». وعن لحظة صعوده على منصة التتويج قال رشيد بلحوت «كنت سعيدا جدا بملاقاة الرئيس زين العابدين بن علي ومصافحته بعد أن كنت قبل 3 مواسم قد إلتقيت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ما يعني أنّني جدّ محظوظ». وعن العروض التي قد تكون وصلته بعد تألقه من باجة ذكر أنها «موجودة» لكنه إستدرك بأنه في الوقت الحاضر لا يوليها إهتماما كبيرا لأنه يريد « التلذذ بنشوة هذا التتويج وبعدها سأقرر» وعن مصدر العروض إكتفى بلحوت بالقول بأنها «من عدة أندية تونسية وأخرى بلجيكية». أمّا عن العروض الجزائرية فقد قال هذا الفني بأنه عمل سابقا مع عدة أندية ونجح ، لكن عودته في الفترة الحالية تبقى مستبعدة لأمور قال عنها أنها شخصية. وحول وجهته الأقرب في الموسم المقبل قال بلحوت أن نسبة بقائه في تونس كبيرة جدّا دون أن يحدّد إن كان سيواصل مهامه مع الأولمبي الباجي أو يغيّر وجهته إلى فريق آخر بالرابطة المحترفة الأولى. وفي تصريح نشرته صحيفة «الهداف» قال بلحوت إنه «فخور بالعمل في تونس لأن شعب هذا البلد رائع وهو يقدّر الجزائريين بصورة لا يمكن وصفها» وحول تتويج الأولمبي قال إنّ فريقه لم «يسرق» الكأس من النادي الصفاقسي لأن أبناءه قدموا مباراة كبيرة وكانوا أفضل من المنافس وإستحقوا لقبهم عن جدارة. غير أنه لم يعتبر هذا التتويج أفضل إنجاز له في مسيرته الرياضية معتبرا أن الوصول بإتحاد العاصمة الجزائري إلى نهائي كأس الجزائر إنجاز في حدّ ذاته لأنّ الفريق كان وقتها متواجد في المراتب الأخيرة في البطولة الجزائرية، كما أن إنهاءه البطولة مع الشلف في المرتبة الثانية بتشكيلة قال عنها أنها شابة يعتبر أيضا إنجازا، فضلا عن هزمه لمدربين كبار عندما كان يدرّب وفاق سطيف على غرار حاليلوزيتش وأوتو فيستر، إلى جانب خوضه والكلام له «لقاءات تاريخية مع وفاق سطيف أمام إتحاد جدة والنصر السعودي و المريخ السوداني» وهي كلها حسب رأيه إنجازات سابقة. وعن العروض التي قد تكون وصلته قال بلحوت إن عديد الأندية أبدى مسؤولوها رغبتهم في إنتدابه سواء من تونس أو من الإمارات أومن الجزائر لكن العرض الرسمي الوحيد الذي وصله كان من أحد الأندية السعودية دون أن يحدّد إسمه وقد قال بشأنه إنه «كلف وكيل أعماله للتفاوض مع مسؤوليه» ومع ذلك فقد أبقى باب بقائه مع الأولمبيين مواربا إذ أشار إلى أنه سيجلس إلى رئيس الأولمبي بعد عودته من بلجيكا (سافر إليها يوم أمس) للتباحث في أمر بقائه من عدمه.