رغم كثرة حملات التوعية والتحسيس حول بشاعة حوادث المرور والتي تنطلق مع قدوم فصل الصيف، فإن هذه الفترة مازالت تسجل أعلى نسبة حوادث في تونس خاصة في شهري جويلية وأوت، فالصيف يحتل مرتبة أولى من حيث عدد الحوادث بنسبة 26.43٪ من مجموع الحوادث المسجلة سنة 2008 والتي خلفت حوالي 1530 قتيلا وحوالي 14085 جريحا. وتقدّر التكلفة الاقتصادية والاجتماعية لقتلى حوادث المرور في سنة 2008 بحوالي 9.2 ملايين دينار دون إحتساب الكلفة الاقتصادية والاجتماعية للمصابين. ولئن سجل عدد الحوادث سنة 2009 انخفاضا نسبيّا حسب الدوائر الرسمية، فإنّ ما تخلّفه من ضحايا ومآس وفواجع يتطلب معرفة المسؤول الحقيقي عنها. فماهي أسباب حوادث الطرقات؟ السرعة والوهم أهم الأسباب يُعتبر الافراط في السرعة التي يعتبرها الشباب طريقة من طرق إثبات الذّات أهم سبب لفواجع الطريق، فالسرعة سببت حوالي 25.79٪ من المجموع العام للقتلة سنة 2008 كما أن الوهم بأن احترام قواعد المرور استنقاصا من الرجولة واللاّمبالاة والقيادة تحت تأثير مشروبات كحولية والسياقة في حالة إرهاق وتعب تقلّل من تركيز السائق وتسبب الحوادث. الحالة السيئة لبعض الطرقات واستعمال الهاتف الجوال أثناء السياقة وعدم احترام الأولوية من الأسباب الأخرى التي تساهم كذلك في وقوع حوادث الطرقات. وللحدّ من هذه الحوادث توجد دعوات إلى مراجعة شاملة لمجلة الطرقات تشمل بالخصوص العودة إلى إلزامية حزام الأمان داخل المناطق البلدية وخارجها، واعتماد التكنولوجيات الحديثة وأنظمة النقل الذكية في مراقبة الجولان. ومن المنتظر أن يعمل الرّادار الالكتروني على التقليص من عدد حوادث الطرقات ويمكن من تحقيق نسبة انخفاض ب30٪ خلال الثلاث سنوات الأولى من وضعه حيّز الاستغلال.