أكد أكاديمي عربي أن هناك رأيًا عامًا أمريكيًا بدأ يتبلور، حتى في صفوف العسكريين الأمريكيين، بأن تداعيات العلاقة مع «إسرائيل» بدأت تضر كثيرًا بالمصالح الأمريكية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح الدكتور رشيد الخالدي، أستاذ «كرسي إدوارد سعيد» للدراسات العربية في جامعة كولومبيا الأمريكية أن النفوذ «الإسرائيلي» داخل الكونغرس لم يعد قويًا كالسابق بسبب هذا التصور. وأكد أن قضية القدس تعد قضية استراتيجية ومن أقدس المقدسات عند العرب والمسلمين؛ ولهذه الأسباب فإن السياسة الأمريكية تدرك هذه الحقيقة التاريخية تجاه القدس وظلت تعتمد أساسًا على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 الصادر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 الذي دعا إلى بقاء القدس كيانًا منفصلًا مدولًا ضمن إطار تقسيم فلسطين. ولفت إلى أن واشنطن منذ ذلك الوقت لم تعترف بالسيادة القانونية ل»إسرائيل» أو الأردن أو أي طرف آخر على القدس بانتظار حل الوضع النهائي من خلال المفاوضات. وأشار إلى أنها اعترفت منذ عام 1949 بسيطرة الأمر الواقع ل«إسرائيل» على القدسالغربية لكنها لم تقبل قط قرار تل أبيب الصادر عام 1968 بضم القدسالشرقية العربية المحتلة وأدانت ذلك مرارًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأوضح أن موقف الحكومة الأمريكية لم يتأثر بإعلان «إسرائيل» القدس عاصمة لها وقد رفضت الولاياتالمتحدةالأمريكية ومعظم الدول الأخرى الاعتراف بهذا الإعلان، لافتًا إلى أنه بالرغم من الضغط القوي من الكونغرس الأمريكي للاعتراف بالقدس بما فيها القسم الشرقي عاصمةً ل«إسرائيل» فقد رفضت الإدارات الأمريكية المتتابعة مثل هذا الاعتراف أو نقل السفارة الأمريكية من «تل أبيب» إلى القدسالمحتلة.